أبحـاث ودراسات

26 أبريل, 2022 03:41:02 م
أبوظبي- صوت الشعب| خاص:

"رسالة لقادة اليوم"

هل نستطيع صناعة نهضة من المخلفات.... ؟

سأبدأ بكتابة سلسلة من المقالات عن كيف يمكن لنا ان نتلمس طريقنا نحو المستقبل كأمة تبحث عن الوصول لبر الأمان هربا من الجوع والفقر والمرض والتخلف.

سأضع هذه المقالات أمانة بين أيديكم فإذا أقنعتكم فعليكم ان تحولوها لمطالب ثم لواقع نتجه به نحو النهضة في مشروع وطني يكون الجميع مشترك فيه، فالقائد والكاتب وَالسياسي والمعلم والفني والعامل والأكاديمي والمواطن والرجل والمرأة هم ابطال النهضة مجتمعين ولا يمكن أن تتحقق نهضة في مجتمع لا يملك نظرة ثورية وحالمة للمستقبل....

جميعكم مدعوون للمشاركة في ريادة النهضة القادمة، بافكاركم بتغريداتكم بمنشوراتكم بتفاعلكم برؤوس أموالكم بعلمكم وبعملكم وبإيمانكم بالمستقبل...

"رسالة النهضة الأولى"

يلقي الصراع الحالي بضلاله على مختلف مناحي الحياة، ويأتي التضخم العالمي في هذا الوقت ليضع المواطن في أسوأ حالاته الإقتصادية، مع غياب تام للأمل في مستقبل أفضل.

ولو إطلعنا على أبجديات التنمية في اي بلد فسنجد توفير الغذاء في سلم الأولويات فلا حياة للبشر بدون الماء والغذاء.

نعيش في منطقة من العالم تشتهر بشحة المياه وذات مناخ لا يساعد علي التوسع في انتاج الغذاء من المشاريع الزراعية ومشاريع الانتاج الحيواني بعكس الكثير من دول العالم.

تعتمد النهضة الزراعية لأي بلد على توافر الأراضي الصالحة للزراعة والمياه العذبة وجودة المناخ وهي عوامل طبيعية لا تتواجد بسهولة لأي بلد شاء، وللتغلب على معضلات العوامل الطبيعية يجب الإستعانة بالله ثم بالعلم والعمل لإستخلاص الحلول وقد أبدع العقل البشري في إيجاد الحلول من خلال تقنيات البيوت البلاستيكية ، والزراعة المائية (الهيدروبونيك) التي من خلالها يمكن الإستغناء عن التربة الزراعية نهائياً وتقليل فاقد المياه لتصل للنسبة صفر تقريباً.....

بمعنى أنه أصبح من المعروف علميا أنه يمكن تحقيق نهضة زراعية بالإستغناء عن التربة والمياه والمناخ ببدائل أخرى،

تتضح هنا أهمية البلاستيك الذي يمثل المادة الأساسيه لصناعة البيوت البلاستيكية ،ولأنابيب وأحواض الزراعة المائية الهيدروبونيك، والمادة الخامة لصناعات البلاستيك وهي المطاط الطبيعي التي تعتبر عنصر طبيعي محدود وقد إرتفعت أسعارها بشكل جنوني في البورصات العالمية من ٢٢٠ دولار في العام 2000 ميلادي لما يزيد عن 3200 دولار امريكي للطن في العام 2018 ،

مما أدى بالمختصين للبحث عن حلول صناعية أخرى كان أفضلها على الإطلاق إعادة تدوير المطاط الصناعي والبلاستيك وخاصة من مخلفات الإطارات المطاطية.........

هنا تكمن كلمة السر في إعادة تدوير المخلفات فكما هي السبيل لإنتاج الطاقة والأسمدة يظهر الآن أنها أيضا السبيل لصناعة اللدائن البلاستيكية المطلوبه،
ان توفير الطاقة والأسمدة والبلاستيك من المخلفات هو سبيل لتحقيق نهضة زراعية حقيقية بدون تربة ولا هدر مياه ولا مناخ مناسب، وهو مازيفتح المحال لصناعات أخرى كتربية الاسماك في مياه الهيدروبونيك المليئة بالغذاء للاسماك ثم إعادة إستخدام هذه المياه مرة أخرى في الزراعة المائية بعد أن تكون الأسماك قد عاشت فيها وأغنتها بالمخلفات العضوية الأساسيه للزراعة وهكذا تكتمل الحلقة وبدون هدر للمياه في عملية مغلقة، انها عملية إنتاجية عبقرية مطبقة في عديد المزارع حول العالم.

من المعروف أن الزراعة تمثل حجر الأساس في التطور الانتاجي والصناعي والاجتماعي للمجتمعات الإنسانية .
ومع الزراعة تتتشر مشاريع التربية الحيوانية المختلفة والصناعات الغذائية والصناعات التحويلية ويفتح الباب للمجتمع نحو آفاق الأمن الغذائي والتصدير وتحقيق معدلات الدخل العليا والحياة الكريمة والتي هي الهدف لأي مجتمع إنساني متحضر ولأي حكومة تهتم بمجتمعها......

إن إمتلاك إرادة حقيقية للمضي في مشروع النهضة وإدارة محكمة للنفايات تحقق نموا ونجاحا لا يحتاج سوى للكثير من الجد والجهد والعمل والاخلاص والإعتماد على العلم وتوفيق الله سبحانه وتعالى....

فهل نجد طريقنا نحو مشروع النهضة؟

وللحديث بقية....

صائل حسن بن رباع




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.