ملفـات وتقـاريـر

08 يناير, 2023 07:15:42 م

(صوت الشعب) كتبه - غمدان أبو أصبع:

ما تعيشه محافظة تعز من معاناة صعبة ليس وليد الصدفة وإنما مخطط له بعناية فتعز في أجندة القوى الإقليمية والدولية يجب أن تظل تعج بالفوضى مسكونة بالخوف لما لها من تأثير مباشر وغير مباشر على استقرار اليمن .

ورغم استعانة القوى الدولية والإقليمية بأبناء تعز للعب أدوار ضمن الأجندة متوزعين ما بين الحوثي المدعوم من طهران والشرعية المسنودة بالتحالف العربي إلا أن تماهيهم عن ما تتعرض له محافظتهم من حصار وما يمارس عليهم من عقاب يضع علامة استفهام عن مدى علاقتهم بمحافظتهم ومدى أهميتها في حساباتهم السياسية.

خاصة ان وجودهم في قمة هرم الشرعية والحوثي بات مثير للجدل عن حقيقة انتمائهم لتعز التي تكاد تعيش وضع استثنائي لم تعرفه غيرها من المحافظات الأخرى ممن تقع تحت ادارة المليشيات أو الشرعية على حد السواء.

ويؤكد مراقبون أن ما تتعرض له تعز يتم بمشاركة ابناء تعز أنفسهم فمن ابنائها ممن فضلوا مصالحهم على مصالح المحافظة دون آبهين بحجم الظلم التي تتعرض له .

بينما يرى اخرون أن ما تشهده تعز ليس بمقدور أحد تغير واقعها طالما ما تتعرض له تقف خلفه قوى دولية وإقليمية فتعز مصيبتها الجغرافية أكثر من أي أبعاد سياسية أخرى لكونها حلقة وصل تربط الشمال بالجنوب وتهيمن على أهم المنافذ البحرية وهو باب المندب واستقرار تعز يعني تقليص الهيمنة الاقليمية والدولية ومقدمة للتخلص من المليشيات لما لهم من تأثير على بقية المحافظات باعتبارها تتمتع بواقع ثوري ونضوج سياسي .

ويرجح العديد من المتابعين للشأن اليمني أن هناك إجماع على عدم تحرير تعز ومنع ابنائها من لعب أي دور حقيقي لتحرير محافظتهم ومحاولة استخدامها كعرضة لنقد يعد تجني أكثر من كونه تخاذل وليس هم من افسحو المجال لحزب الإصلاح وطارق عفاش لتنافس على السيطرة على الجزء الواقع تحت سيطرة الشرعية ولم يتركوا القسم الخاضع للحوثيين وإنما هناك خطوط حمراء فرضت عليهم لكونها ترى بان ليس هناك اولوية لتحرير ما هو تحت سيطرة الحوثي ما جعل منها أشبه بمعتقل تأديبي على مواقف أبنائها الوطني حد قولهم .

وبحسب تصريح مدير التوجيه المعنوي السابق اللواء محسن خصروف قال أن ما تمتلكه تعز من قوة عسكرية كافية لتحريرها بشكل كامل وأن عدد الألوية تبلغ 36 لواء عسكري غير الوحدات الامنية وما يعيق تحريرها هو غياب الجدية من التحالف والشرعية على حد سواء .

فهل بمقدور القيادات السياسية والعسكرية تغيير قدر محافظة تعز وإنقاذ ابنائها من العقاب ورفع الظلم والجور عن سكانها وازالة الحواجز التي تمتهن اذلالهم واذا كانت تعز لا تمثل أهمية في حساباتهم وهي مسقط روسهم فكيف بغيرها من المحافظات الأخرى.

ويتساءل آخرين لماذا يسعى البعض لتحميل القيادة من ابناء تعز منهم ضمن الشرعية أو المليشيات بينما لا يوجه نقدهم للقيادات الحزبية ممن لا ترى محافظة تعز إلا غنيمة تتقاسم المناصب الحكومية لتختفي عنها حشد قواعدها وتسخير إمكانياتها وجماهيرها لانقاذ تعز بدل من رمي فشلهم على موظف وان كان يعمل في هرم السلطة فما هو إلا موظف يتقيد بشروط الوظيفة التي يتقلدها.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.