منوعات

25 أبريل, 2022 11:40:58 م


عدن/صوت الشعب/خاص:


"بعد عشرين عامًا من العيش في الظلام، أبصرت النور".. هذه باختصار قصة فتاة لحج، العشرينية رندا حسين، التي عاينت معجزةً قلما تحدث في اليمن.

القصة لم تقف عند هذا الحد، فثمة تفاصيل حوّلت معاناة "العمى" التي استمرت تكابدها الشابة رندا طيلة عقدين متواصلين، إلى فرحةٍ اختلط فيها "الشهد بالدموع'".

"المعجزةً" التي عاينتها رندا لم ترها "بأم عينها"، بل تجسدت أصلًا "في أم عينها"، حيث كانت "عين" رندا مسرحًا لعملية جراحية أعادت إليها نعمة البصر.

قصة رندا بدأت حين سمعت عن مخيمٍ طبي لجراحة العيون في منطقة العند بمحافظة لحج، خلال شهر رمضان الجاري.

وبرفقة والدتها، ذهبت رندا، ابنة قرية المناصرة بمحافظة لحج، إلى مخيم العند الطبي، كعاهدتها باعتباره إجراء روتيني تقوم به كلما سمعت بمخيمٍ للعيون هنا أو هناك.

فقد سبق وأن حاولت وسعت مرارًا للبحث عن أنوار عينيها في المخيمات والمستوصفات الأخرى وعند كثير من الأطباء منذ عشرين عامًا، فما كانت تتلقى منهم سوى كلماتٍ لا تخرج في معانيها عن: "لا أمل"، تقول رندا.

وتضيف قائلةً: "غير أن هذا المخيم الذي أقامته منظمة "الغد المشرق" برعاية جمعية الخير الإنسانية بدولة الكويت، كان بداية "الأمل والمعجزة" بالنسبة للفتاة الجامعية الباحثة عن النور، والتي أكملت عامها الجامعي الثالث رغم أنها كفيفة".

رئيس منظمة الغد المشرق، الأستاذ زياد فرحان، وصف قصة رندا بأنها "أعظم قصة إنسانية" تحققت بفضل الله، ثم بفضل أهل الخير الأشقاء في دولة الكويت وجمعية الخير الإنسانية.

وقال فرحان إن ما تحقق كان نتيجة إصرار أمٍ رفضت الاستسلام والهزيمة، متحليةً بالإيمان بالله، واصلت رحلة البحث عن الأمل وعلاج ابنتها رندا حسين التي عاشت 20 سنة وهي كفيفة.

وطيلة تلك الفترة واصلت الأم الدعاء والعناء متمسكة بالأمل والثقة بربها حتى وصلت إلى هذا اليوم المفعم بالحياة، حين عانقت فيها ابنتها خيوط الضوء وشاهدت الحياة لأول مرة، بحسب رئيس المنظمة.

وكشف فرحان أن أول شيء شاهدته رندا بعد نجاح العملية التي أجرها الدكتور صالح زين ضمن المخيم الخيري الإنساني وجه والدتها التي توجت رحلة الأمل والتحدي والثقة والإيمان بدموع الفرح الغامرة.

مشيرًا إلى أننا وجدنا أنفسنا أمام قصة نادرة سكبت معها دموع الفرحة بغزارة ونحن نشاهد رندا حسين الفتاة الجامعية ترى النور لأول مرة وتستعيد البصر الذي حرمت منه بفضل الله سبحانة وتعالى الذي استجاب لدعاء والدتها وصبرها وكفاحها.

وتوجه رئيس منظمة الغد المشرق بجزيل الشكر لجمعية الخير الإنسانية وللطبيب الجراح الدكتور صالح زين، آملًا من كافة الجهات ورجال الخير مد العون لهذه الفتاة لتواصل حياتها من جديد مع هذا النجاح.

من جانبه قال اختصاصي أمراض وجراحة العيون، الدكتور صالح حسن زين، "إن رندا حسين حضرت إلينا في 21 رمضان إلى مركز العند خلال المخيم الطبي المجاني لجراحة العيون، الذي نظمته منظمة الغد المشرق برعاية جمعية الخير الإنسانية".

ويضيف الدكتور زين، أجريت لها الفحوصات واكتشفنا أنها لا تبصر بسبب وجود "مياه بيضاء خلقية" في عينيها، لكن كان هناك أمل باستعادة بصرها من خلال تدخل جراحي.

وقام الطاقم الطبي باقناع الفتاة ووالدتها بإجراء العملية، رغم ترددهما، لكن بعد العملية مباشرة استعادت رندا النظر، وتعرفت على أهلها وعادت إلى منزلها في نفس اليوم، وتابعنا حالتها عبر الاتصال الهاتفي، يؤكد الدكتور صالح زين.

ويشير أخصائي جراحة العيون إلى أن قصة رندا، حكاية ملهم، فهي مفرحة ومحزنة في نفس الوقت؛ لأن هذه الحالة من المياه البيضاء تُعالج في الدول الأخرى مبكرًا، وتعتبر حالات عادية، لكن نحن في مجتمعاتنا تتأخر مثل هذه الحالات ويعاني أصحابها كثيرًا، بسبب الوضع الاجتماعي وقلة الثقافة الصحية والافتقار لطواقم طبية متخصصة تغطي جميع مناطق لبلاد، رغم أن علاجها سهل.

ويقول: "الحمدلله اليوم رندا استعادت النظر بعد عشرين عامًل من العيش في الظلام ووصلت إلى سنة ثالثة بالجامعة وهي كفيفة، لكن الآن ستعيش حياة طبيعية، بفضل الله أولًا، ثم بفضل مثل هذه المخيمات التي تقيمها المنظمات المحلية بدعم جمعيات الخير الكويتية، والتي تساعد المحتاجين وتعالجهم".

رندا حسين من محافظة لحج قرية المناصرة، لم تفقد الأمل، لا هي ولا عائلتها، وعلى رأسهم والدتها، التي كانت سندًا ودعمًا لها، وكانت أول وجه تتكحل برؤيته عينا رندا بعد نجاح العملية.

ومثلت قصة الشابة اللحجية مثالًا ونموذجًا للكفاح والاجتهاد والطموح، فرغم أنها كفيفة، واصلت تعليمها الجامعي بدعم أسرتها وجمعية المكفوفين التي ساندتها في مسيرتها العلمية أيضًا.

رندا شكرت منظمة الغد المشرق، ومؤسسة الخير الكويتية على قيامهم بالعملية الجراحية والتكفل بها، كما قدمت امتنانها للدكتور صالح زين الذي أجرى العملية بنجاح وأعاد إليها أنوار الحياة.

قصة رندا المليئة بالإلهام لم تكن أقل شأنًا من قصة المخميات الطبية التي تقام في أصقاع البلاد، وتقدم تطبيبًا للكثير من الحالات المستعصية، وتخفف من معاناة المحتاجين والأسر الفقيرة في مناطق تنعدم فيها أبسط الخدمات الصحية.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.