ملفـات وتقـاريـر

04 يونيو, 2023 04:12:06 ص
عدن (صوت الشعب) استطلاع/ نبيل سعيد غالب:

"النظافة وتحسين المدينة" كانت ولا زالت من أكبر التحديات التي تواجه السلطة المحلية بالعاصمة عدن، وعلى مدى ثلاث عقود عاشت مدينة عدن تقلبات وأوضاع مختلفة من مرحلة إلى أخرى وكما يعلم الجميع إن الأوضاع السياسية والأمنية تنعكس على واقع المدينة.

وجميعنا نعلم إن نظافة وتحسين عدن مسؤولية تكاملية ومشتركة تقع على عاتق الجهات المسؤولة الحكومية والسلطات المحلية وصولا إلى صندوق النظافة والتحسين ولكن بالمقابل المواطن شريك وعليه التزامات وواجبات، فكلما كانت عملية النظافة والتحسين تكاملية بين الجهات المسؤولة والمواطن يكون العمل مثمر وملموس على واقع المدينة.

قمنا بنزول ميداني لعدد من مديريات العاصمة عدن وأجرينا استطلاعاً للرأي شمل عدة مواطنين حول مدى رضى المواطنيين عن مستوى خدمات النظافة خلال الفترة من يناير وحتى يونيو، حيث جاءت نتائج الاستطلاع بأن 80٪ منهم راضون.

و تطرق الاستطلاع أيضاً إلى مدى نجاح حملة "عدن أجمل" للنظافة والإصحاح البيئي" وجاءت النتائج بأن 85% من المواطنيين وجدوها ناجحة.

وهذا النجاح يعود لأسباب عديدة، أبرزها حرص قيادة الصندوق ورؤساء الأقسام وعمال النظافة في المديريات ، على تقديم أفضل الخدمات ، وأن تكون العاصمة عدن نظيفة.

وكانت هناك دراسة احتياجات الحملات بالمديريات قبل وبعد تنفيذ الحملات خلال الأشهر الماضية حيث، كثَّفت قيادة الصندوق بكافة اقسامها في المديريات زياراتها الميدانية في الأحياء السكنية والأسواق والمرافق العامة وتعرفت على مدى التزام المواطنيين بالارشادات التوعوية اليومية عبر النزول الميداني او عبر المواقع الالكترونية بقوانين النظافة، وبالتالي تعرفت عن قرب على مدى حاجة المناطق من جهود اتصالية وبرامج وأنشطة فاعلة تعزز رفع الوعي وتحسن مستوى النظافة".

وأن استطلاعات الرأي التي تم تنفيذها هدفت أيضاً إلى التعرف على مدى إلمام المواطنيين بتوعية النظافة التي تقدمة الصندوق و قسم التوعية التابع لصندوق النظافة وتحسين المدينة عدن.

واشارت قيادة الصندوق إلى أن حملة "عدن أجمل" للنظافة والإصحاح البيئي أطلقت عدة حملات نظافة خلال الاشهر الماضية وكان النجاح مشرف.

وكان رفع المخلفات اليومية بمقدار(1200)طن يوميا (70)نقلة من كافة المديريات وهذا يحتاج الى مجهود كبير وموازنة كبيرة. 


وبداية هذا الاستطلاع كان مع الكاتب الصحفي (هشام الحاج) من مديرية الشيخ عثمان حيث قال:

حقيقة إن عمال النظافة وقيادة صندوق النظافة وتحسين المدينة يبذلون جهودا كبيرة من أجل أن تبدوا عدن بمظهر لائق ولكن ما نلاحظه ونشاهده من قبل بعض المواطنين لا يعطي اي اهتمام بنظافة المدينة والتقيد بسلوك حضاري عبر وضع مخلفاتهم اليومية في الأماكن المخصصة لها، حيث وللأسف الشديد نشاهد البعض يرمي على القمامة على قارعة الطريق بينما البراميل المخصصة للقمامة فارغة..

ولو كل شخص منا وضع مخلفاته في موقعها المخصص لكانت عاصمتنا في قمة النظافة... ورغم ذلك فإننا نشكر قيادة وعمال صندوق النظافة وتحسين المدينة بعدن على جهودهم الكبيرة التي يبذولونها في سبيل راحتنا ونظافة مدينتنا.

اما بالنسبة عن رائي حول عمال النظافة فهم بصراحة يعملون بكل تفاني وإخلاص ويحبون عملهم اليومي.


المواطنة أم علاء من مديرية خور مكسر تحدثت عن أهمية الأسرة في تعزيز النظافة حيث قالت :

النظافة معيارٌ لمدى التزام الناس بالأخلاق؛ لأنّ الأخلاق الراقية الفاضلة تعني أن يلتزم كل شخص بالحفاظ عليها، وألّا يرمي القاذورات فيُشوّه صورة المكان أو يُسبب تلوثه، وهذا يأتي إيمانًا من أعماق الشخص نفسه، وإدراك كل واحدٍ فينا بأهمية حفاظه على صورة الحيّ الذي يقطنه، وأن يجعله مكانًا يُشعّ بهجةً وجمالًا وأناقةً، حيث يخلو من أيّة عشوائيات. 

نظافة الحي واجب على الجميع الاهتمام بنظافة الحي لا ينحصر بشخصٍ واحد فقط، فهو من واجب السكان الموجودين فيه أولًا، ومن ثمّ يأتي دور عُمال النظافة الذين تكون مهمتهم جمع القاذورات من مكانها المخصص .

ويجب أن تكون النظافة جُزءًا أساسيًا من النشاط اليومي لجميع سكان الحي من رجال ونساء وأطفال مهما اختلف أعمارهم، فتعليم الأطفال الاهتمام بالنظافة العامة للحي يجعلهم يعتادون ويكبرون على هذه العادة، وسيُعزز ذلك شعور الجميع بالمسؤولية تجاه الحفاظ على النظافة، حتى يكون حيًا مثاليًا فيه الكثير من النظام والترتيب والتنسيق. 


الأستاذ علاء السقاف من مديرية المعلا تحدث عن أهمية دور عمال النظافة وعن مستوى النظافة بشكل عام حيث قال :

مما لا شك فيه أن لعمال النظافة دور مهم جداً في الحفاظ على البيئة ونظافة المدينة، وتعتبر وظيفته من الوظائف المتعبة للغاية، ولذلك يتوجب علينا تقديره وعدم الإقلال من شأنه وتقديم الشكر له، وإذا نظرنا إلي ما يقوم به هذا الرجل من أعمال شاقة وأثر تلك الأعمال علي رقي وتقدم المجتمع لوجدنا أننا مدينين له بالكثير مِن الشكر.

فعامل النظافة هو الرجل الذي يقوم بعملية التنظيف في الشوارع والطرقات والمؤسسات للحصول علي عائد مادي ينفعه في الإنفاق علي أسرته وتُعد مهنته من أشق المهن وأصعبها، ويتصف عمله بالنبل والشرف ولا يقل أهمية عن الأعمال الأخري رغم النظرة الوضيعة التي ينظر إليه بها الأشخاص، فالنفايات التي يقوم بالتخلص منها تسبب العديد من الأضرار وتسبب تلوث في البيئة وبالتالي فهو يحمي الأفراد من الإصابة بالأمراض ويحمي البيئة من التلوث.

بالنسبة لرأي الشخصي عن مستوى النظافة في مديرية المعلا ، فهي جيدة وهناك جهود كبيرة تبذل لأجل نظافة المديرية.


الدكتور يسلم من مديرية الشيخ عثمان:

مشكلتنا في الشيخ عثمان كثرة النازحين القادمين من مناطق ريفية وبياعين الخضار والاسماك وبعض المواطنين واصحاب البسطات القادمين من المحافظات الشمالية تلاحظهم يرمون القمامة في الشوارع العامة والفرعية والأرصفة والمواقف العامة والساحات مما تتسبب بالضرر على الإنسان والسلامة العامة، وكذلك على البيئة. 

كما احب اشير إن الذين يرمون القمامة يتصفون بعدم الاحترام بالنظافة و القانون ويتجنبون تطبيقه، فضلاً عن الجهل والغطرسة والسلوك المشين من البعض. من غير تفكير ولا إدراك ولا إحساس بالمسؤولية. إن جمع القمامة وإزالتها عملية مكلفة وتستغرق الجهد والوقت على مدار اليوم لعمال النظافة. 

ان قيادة المحافظة تنفق ملايين الريالات للنظافة العامة واظهار المحافظة في ارقى مظهر لتكون متنفساً للناس ومتنزهًا لهم، إلا أن البعض من مرتادي هذه الأماكن من مواطنين ومقيمين ونازحين من المحافظات والقادمين من القرن الافريقي يشوهون المظهر العام لها، وذلك بتركهم القمامة عند مغادرة المكان دون أن يهتموا بجمعها ومن ثم وضعها في الحاويات المخصصة لها. 

ان هذه الممارسات السلبية أصبحت ظاهرة بشكل واضح وجلي، الأمر الذي يخلف منظرًا قبيحًا ومظهرًا غير حضاري، وعطفًا على هذا السلوك المشين، والعمل الرديء، الذي يقوم به هؤلاء المستهترون. 

فلابد للتصدي لهم من خلال تطبيق لائحة الغرامات بشكل فوري لمواجهة العبث المستمر من قبل فئة لا مبالية تهدف إلى تشويه المديرية سواء بعمد أو دون قصد، دون أن يكلفوا أنفسهم وضع القمامة في الأماكن المخصصة لها. إن النظافة سلوك حضاري تهدف إليه المجتمعات الراقية، كونه يعطي الصورة المشرقة والجميلة عن المجتمع، إضافة إلى الأبعاد الصحية والبيئية والنفسية المترتبة عليه، لكن أن يمارس هذا السلوك بطرق خاطئة كما نراه في الحدائق والساحات العامة وكذا على الجولات وفي الطرقات والأرصفة والممرات، يجعل المرء يتساءل أين هذه السلوكيات من السلوك الحضاري؟.

إننا بأمس الحاجة إلى الوعي والإحساس بالمسؤولية الجماعية، بعيداً عن الأنانية والتفرد... واشكر عمال النظافة الذين يعملون على مدار الساعة لأجلنا.


الأستاذة/ سميرة سيود (رئيسة جمعية امان للفئات الأقل حظا) بمديرية دارسعد:

ما من طريق نسير فيه الا نرى المخلفات وقد رميت على قارعة الطريق، فرغم مظاهر الحضارة الزائفة التي نتغنى بها لكننا لازلنا نحمل الكثير من التخلف والرجعية وانعدام الذوق العام في الكثير من سلوكياتنا.

ظاهرة رمي المخلفات في الاماكن العامة والطرقات والشوارع والحدائق والمنتزهات والسواحل تفشت في الآونة الاخيرة بشكل يبعث على الحسرة سيما مع ملاحظة تفاقمها واتساع دائرتها يوم بعد اخر، والغريب في الأمر أن من بين أبطالها شبابا من الجيل المتعلم مما يؤكد غياب ثقافة الحفاظ على البيئة.

حين نشاهد ركاب السيارات الفارهة الذين يتمتعون بمناظر مقبولة شكلياً ويتصنعون الرقي والاناقة، الا انهم يفشلون في المحافظة على هذه الاناقة عند نفاذ اول عبوة مشروب غازي او ماكولات او عوادي قات كانوا قد تناولوها، فرميهم لمخلفاتهم في الشوارع والاماكن العامة بطريقة حيوانية تعكس رفضهم لمتطلبات المدنية الحديثة.

الكثير من الناس لا يعيرون اهمية للمحافظة على الشوارع العامة معللين ذلك بأن المسؤول عن النظافة العامة هي الجهات الرسمية صندوق النظافة وهي من تتولى متابعة الامر، فيعمدون الى رمي اعقاب السكائر وفضلات الاطعمة فضلاً عن البصق بطريقة تشمئز لها النفس.

حين تحاول منع احدهم من القيام بهذا السلوك غير اللطيف يبرر فعلته بأن الجميع يقومون برمي المخلفات وامتناعه عن الرمي لا يغير من الامر شيء متناسياً انه متحداً مع اشباهه من عديمي الذوق هم من جعلوا من الامر ظاهرة تنم عن انعدام الوعي والاستهتار بحقوق الناس.

هل يعي الافراد الذين يرمون مخلفاتهم سيما مخلفات الصناعات البلاستيكية ان هذه المخلفات تصمد لسنوات بوجه التحلل ما يجعل امكانية تحولها الى مواد مسرطنة؟، وهل يكلفهم وضع هذه المخلفات في اكياس ووضعها في حاويات النفايات جهداً مضنياً؟.
تشير هذه السلوكيات الى انانية مفرطة وانخفاض لقيمة النظافة عند الانسان يصاحبه عدم تقدير الحياة والمجتمع، أو احترام الآخرين وحفظ حقهم في بيئة نظيفة وحياة تليق بالبشر في مختلف المجالات.

في الختام، أشدد على ضرورة احترام وتكريم عاملي النظافة من الفئات المهمشة الذين يعملون دائماً بدون كلل أو ملل من أجل بقاء بلادنا نظيفة سليمة وآمنة، واقترح كمواطنة مُحبة للطبيعة وتحرص على جمالية بلادها أن يتم تخصيص يوم عامل النظافة الجنوبي، من أجل تقدير دوره في الحفاظ على الوجه الحضاري لبلدنا، وتذكير المواطنين بضرورة المحافظة على النظافة.


المواطنة: سعيدة سالم (عاملة في القطاع الخاص) بمديرية دارسعد:

رمي النفايات في أماكن غير مخصصة لها سلوك غير مسؤول
و منها قلة وعي الفرد بالمحافظة على نظافة مدينته، وغياب القوانين الرادعة كما في عدد من المدن الأوروبية.

ويتخطى الأمر ذلك في بعض الأحيان بالتعدي مثلاً على الأملاك والمساحات العامة، ما يسبب بعض المشاكل في الصرف الصحي، أو رمي النفايات فيها. 

ويبقى الأهم النظرة الدونية لعمال النظافة الذين يجمعون أوساخ المجتمع، ومعاملتهم بشكل سيئ.

وإلى جانب ضعف الرقابة وغياب المساءلة وعدم تفعيل القوانين، تبدو قلة وعي المواطنين حيال أهمية الحفاظ على النظافة في الأماكن العامة العائق الأكبر أمام الوصول إلى بيئة نظيفة وآمنة، تعززها عادات خاطئة وتنشئة لا مبالية بالنظافة العامة.





رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.