في هذا اليوم، أذهلتني المظاهرة السلمية لنساء عدن اللواتي انتفضن ضد الفساد وتدهور الخدمات. ذكرتني بزمن المناضلات العدنيات، منهن نجوى مكاوي، والتي كانت واحدة من النساء اللواتي شاركن في النضال ضد الاستعمار البريطاني في عدن. حيث كان لها دور بارز في الحركة الوطنية، وساهمت في العديد من الفعاليات والمظاهرات ضد الاحتلال البريطاني.
نجوى مكاوي وغيرها من النساء العدنيات كنّ جزءًا من الحركة النسائية العدنية التي ناضلت من أجل الاستقلال والحرية، وتركن بصمة في التاريخ النضالي ضد الظلم والفساد والاستعمار. وها هو التاريخ يعيد نفسه ليؤكد أن نساء عدن مازلن يتميزن بدورهن الريادي في مجتمعنا الحاضر برفضهن للظلم والفساد.
فلا تستخفوا بصبرهن وإصرارهن، فهن يلعبن دورًا هامًا في مختلف المجالات، من التعليم إلى العمل الإنساني والاقتصادي. وبعزمهن وتصميمهن للخروج في مظاهرة سلمية بطابع حضاري، أظهرن أنهن قادرات على التغيير والمطالبة بحقوقهن وحقوق مجتمعهن.
إن مظاهرهن السلمية التي احتضنتها ساحة العروض بمديرية خور مكسر نقلت رسالة قوية للمجتمع، عكسن من خلالها رفضهن للفساد وتدهور الخدمات، والتأكيد على أهمية دور المرأة في بناء المجتمع. إن نساء عدن، بشجاعتهن وتصميمهن، سيظلن ركائز أساسية في بناء مستقبل أفضل لهذا الوطن.
يجب على الجميع أن يدركوا قيمة النساء العدنيات ومساهمتهن في المجتمع، وأن يعملوا على دعم حقوقهن وفرصهن المتساوية. إن مطالب نساء عدن مشروعة، وتتمثل في تحسين الخدمات وتوفير حياة كريمة للجميع. يجب على المسؤولين أن يستجيبوا لهذه المطالب، وأن يعملوا على محاربة الفساد وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين.
ويجب علينا أن ندعم النساء العدنيات ونمكنهن، لما في ذلك من أثر إيجابي على المجتمع ككل، وذلك لحسهن الوطني ، الذي سيظلن مصدر إلهام للجميع، كونهن قادرات على بناء مستقبل أفضل في هذا الوطن الذي أنهكته الأزمات واستباحه الفاسدون.