ملفـات وتقـاريـر

20 يونيو, 2014 01:59:00 ص

عدن_صوت الشعب_متابعات:

 


يبدوا أن الرئيس عبدربه منصور هادي قرر أخيراً طي صفحة "الحكم على رؤوس الأفاعي" وهي الصفحة التي نهجها سلفه الرئيس السابق علي عبدالله صالح على مدى ثلاثة عقود ونيف من الزمن ويبدوا واضحاً أيضاً أن الرئيس هادي يشرع في فتح صفحة جديدة من الحكم مُلخصها إنتزاع أنياب الأفاعي لا سيما وأن جميع الأفاعي في البلاد مازالت تمر بـ"دوخة" و"حيص بيص"  أزمة العام 2011م وتداعياتها وما نجم عنها من إنقسامات حادة عمودية وأفقيه في مراكز القوى التي باتت تعرف بـ"أفاعي اليمن" وللرئيس حيثياته في تحديد معالم فترة حكمه وإن كانت فترة إنتقالية لكنها إذا ما عزم الرئيس وشد البأس ستتحول إلى فترة تأسيسية لبناء الدولة وإقامة الحكم الرشيد في اليمن وهذا هو المطلوب من الرئيس شعبياً وإقليمياً ودولياً وهو ما يجعل من المساندة الشعبية والإقليمية والدولية مستمرة وفي تنامي مضطرد, والسير في الدرب المعاكس ستكون له نتائج عكسية.

الرئيس هادي وبغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا مع قراراته وخلافاته مع حزبه فإنها ستظل شائناً داخلياً للمؤتمر الشعبي العام وما وصل إليه الرئيس وسلفه وقيادة المؤتمر بخصوص ما عرفت في الأسبوع المنصرم بـ"أزمة الجامع" يؤكد خلاصة أن الرئيس هادي وحزبه في طليعة التغيير ولكن ما يجب التركيز عليه فيما يخص قرارات الرئيس هو الوقوف عند قراراته الأخيرة إبتداء بقراراي تعيين محافظين جديدين لعمران وإب وما تلاهما من قرارات تعديل الحكومة وكشفت الشواهد.

أن الرئيس هادي إتخذ قراراته الأخيرة في منأى عن محاصصة الأحزاب المشاركة في حكومة الوفاق الوطني ويؤكد ذلك البيانين الصادرين عن المؤتمر وحلفائه في التحالف الوطني وأحزاب اللقاء المشترك الذين نفوا مشاركتهم في قرارات الرئيس الأخيرة, ومع ذلك الرئيس لم يتجاوز الوفاق والمبادرة الخليجية بل أنه اتخذ قرارات تصب في صلب الوفاق عندما استجاب لمطالب الشارع اليمنيى بما فيه قواعد تلك الأحزاب الذين طالبوا الرئيس بإختيار الكفاءات بعيداً عن المحاصصة, ولذلك حضيت تلك القرارات رغم محدوديتها بترحيباً واسع في أوساط عموم الشعب اليمني رغم تحفظ النخبة الحزبية كما سارعت دول مجلس التعاون الخليجي ومن ورائها مجموعة الدول العشر الراعية للمبادرة في اليمن بالإعلان عن تأييد قرارات الرئيس مع التأكيد على إحترام الحريات الإعلامية وممارستها وفق ضوابط مهنية ومن خلال ميثاق شرف صحفي لتفادي شراك إغلاق الوسائل الإعلامية أو إيقافها وفق القانون بطبيعة الحال.

بعد مرور نحو عامين ونصف من تسلم الرئيس هادي قيادة البلد رسمياً وبعد أن تنفس الرئيس الصعداء بدأ الرئيس يخط ملامح مرحلته الجديدة لإنتزاع أنياب الأفاعي وهي لاشك قد تؤلم البعض لكنها في نهاية المطاف ستريح الجميع عندما يتم إنتزاع أنياب الأفاعي جميعاً ودون إستثناء وبعدالة يأمل اليمنيون جميعاً وجودها لدى الرئيس هادي الذي منحوه الثقة في 21فبراير 2012م, واليوم يجب أن يكون في البلاد رأس واحد وليس رؤوس متعددة وحاكم واحد وحكم واحد ونظاماً واحد بعيداً عن الأنظمة الموازية سواء كانت ممثلة في حزب سياسي أو جماعة دينية أو قائداً عسكري أو رجال أعمال أو شيخ قبلي أو مدع للكهنوت بإسم الدين والكتاب والسنة أو بإسم سلالة معينة تدعي نسباً جاهلياً للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم أو تدعي وصاية من أي نوع كان على البلاد والعباد.

نحن اليوم أمام مرحلة جديدة يؤسس لها الرئيس ليس لنفسه وإنما لمن يليه وللأجيال القادمة إذا أراد أن يلج التاريخ من بوابة بناء الدولة.

ثمة رسائل بدأ الرئيس هادي بإرسالها إلى الجميع في الآونة الأخيرة بأن البلاد لها رئيس واحد هو رئيس "الزعيم" ورئيس "الشيخ" ورئيس "الجنرال" ورئيس "السيد" ورئيس "المعمم" و "المجلبب" وذي اللحية الملونة" كما هو رئيس لـ"ذي الشارب" ولـ"المشورب" وللكبير والصغير وفق مسئولياته القانونية والدستورية التي منحه إياها الشعب, يؤكد الرئيس هادي بقراراته الأخيرة تدشين مرحلة جديدة هي من الصعوبة بمكان الولوج إليها بسهولة نظراً لحجم التراكمات التي خلفتها سنوات "الحكم على رؤوس الأفاعي" وللحديث بقية.

 

·        كتب لـ(صوت الشعب): محمد عبدالملك القارني






رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.