كتابات وآراء


05 مايو, 2021 10:57:00 م

كُتب بواسطة : هشام الحاج - ارشيف الكاتب


كتبه/ هشام الحاج:

الوطنية وتُعرف كذلك بالفخر القومي، هي التعلق العاطفي والولاء والانتساب لأمةٍ محددةٍ أو منطقةٍ جغرافيةٍ بصفةٍ خاصةٍ واستثنائيةٍ عن البلدان الأخرى.

والشخص الوطني هو شخصٌ يحب بلده، ويدعم سلطتها ويصون مصالحها. تتضمن الوطنية مجموعة مفاهيم ومدارك وثيقة الصلة بالقومية مثل الارتباط، والانتماء والتضامن، لأن واقع الحال يفيد بأن المصالح ملك للأمة التي تُعَرِّفُ الدولة بعلامات وملامح إثنية، وثقافية، وسياسية، وتاريخية مميزة.

تُستخدم الوطنية والقومية بشكلٍ متعارضٍ في كثيرٍ من الأحيان، وإن أمكن التمييز بينهما نظريًا.

هناك فرق بين الوطنية والمواطنة، فالوطنية شعور وممارسة، وحب ووفاء، وانفعال وجداني وارتباط عاطفي بالأرض والمجتمع، وضمير حي يتفاعل مع قضايا الوطن دون تردد أو تغيير أو تبديل في المواقف، أما المواطنة فهي قبول ورضا وسلوك وتصرفات وأداء فردي للواجبات اليومية، وتكيُّف ومرونة وتناغم، فالوطنية مشاعر تكمن في الانتماء للوطن والأرض، والتراث والحضارة.

بعض الناس تراه ينادي بتعزيز الوطنية والمواطنة، ولكنه في نفس الوقت تجد مواقفه تجاه قضايا الوطن متعددة ومتذبذبة ورمادية وغير واضحة، ففي الوقت الذي يحتج فيه بشدة على تصريحٍ ما، تراه يدعم نفس التصريح إذا وافق هواه، أو جاء من طرف آخر، وفي الوقت الذي ينكر موقفًا ما، تجده يساند نفس الموقف إن صدر من أحد المقربين إليه، بل إنه أحيانًا قد يجيز لنفسه فعل المخالفات، اعتقادًا منه أن ذلك في مصلحة الوطن.

للأسف الشديد فالروح الوطنية في بلدنا غائبة في كل شئ، لا وجود للروح الوطنية في مجتمعنا، وعلى الجميع أن يغرس في أبنائه حب الوطن والتمسك به بعيداً عن المناطقية والعنصرية.

الوطنية الحقيقية أكبر من مثل هذه المواقف المتقلبة، فهي ليست شعارات رنانة أو إعلانات جوفاء، بل هي شعور حقيقي بالانتماء للأرض والمجتمع، والوطن الذي نعيش فيه، ونضحي من أجله، ونبذل الغالي والنفيس لحمايته والدفاع عنه، وهي ثبات على المواقف والعهود وقول الحق ومحاربة الباطل والفساد، والحرص على تراب هذا الوطن من حقد الحاقدين والمفسدين.

لا يمكن أن يصلح حال الوطن إلا بتسامح وتصالح حقيقي، وتطبيق الأربعة الشروط للعدالة الانتقالية، وهذا موضوع ستناوله قريبا، فهناك الكثير من الدول تقدمت علينا ولديها وزارات للتضامن الاجتماعي وحب الوطن ولم شمل المجتمع منها مصر والإمارات، فهذه هي النبتة الحقيقية للروح الوطنية.

ليس هناك اي رئيس من رؤوساء اليمن فكر بغرس حب الوطنية وضلينا مستمرين بذلك حتى بدأ الوطن يهتز عرشه ويفقد الكثير، فلا زالت المؤامرات تحاك بيننا البين، وما زالت العنصرية والمواطنة غير المتساوية هي المتربعة، وما زالت لغة المؤامرات هي السائدة في المجتمع، ومتى سنصحو من سباتنا ونبني مجتمع يسوده المحبه والسلام وحب الوطن...قبل أن ينهار المجتمع أشلاء....هل هناك أمل بفجر جديد نعيش بحلم قادم...نصحو والحال قد تغير للأفضل...لنا أمل كبير في الله سبحانه وتعالى.

إن مادفعني لكتابة هذا المقال هو ما نلامسه خلال شهر رمضان الفضيل من نفاق وكذب وزيف في المواقف والتعامل مع الناس.

حتى الإغاثة الرمضانية لا توزع بلغة التسامح، حيث أنهم يقومون بتوزيعها لغير مستحقيها وبأم عيني شاهدت ذلك، حتى النفاق مازال موجود في نفوس البشر وإذا طهرنا النفس المنافقة سوف تصحح الكثير من المفاهيم في المجتمع.


المصادر: موسوعة ويكيبيديا