كتابات وآراء


01 أغسطس, 2021 06:04:00 م

كُتب بواسطة : باسم الشعبي - ارشيف الكاتب



لو كان التحالف يدرك ان هادي رئيسا لليمن بالفعل، ويقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف، لكان اصر عليه بضرورة العودة للعاصمة عدن، او اي منطقة آمنة في المناطق المحررة، لممارسة مهامه من الداخل، ولكن لانهم يدركون انه رئيسا للاصلاح، وعلي محسن، وشلة من الفاسدين، فلم يتحمسوا لعودته مطلقا.

ذات مرة اخبرني موظف كبير في رئاسة الجمهورية ان السعودية والامارات يمنعون هادي من العودة لليمن، ويمارسون عليه ضغوطا كبيرة، واذا ما افترضنا ان هذا الكلام صحيح، فلماذا يستسلم هادي ويرضخ لهذه الضغوطات كل هذه السنوات.. لم اصدق الكلام الا في حالة واحدة، وهو مخاوف التحالف من عودة هادي للداخل، والعمل لصالح حزب الاصلاح، الذي يسيطر على رئاسة الجمهورية، في هذه الحالة ممكن نصدق كلام الموظف الكبير في الرئاسة، وغير ذلك كلام في كلام.

هادي لم يشعر اليمنيين في يوما ما انه رئيسهم رغم تمسكهم به، والخروج في تاييده في عدة مناسبات، في صورة لم يحظى بها رئيس يمني من قبل، لكن الرجل تخلى عن شعبه، واستمر في تادية دوره كرئيس لحزب الاصلاح، والجنرال علي محسن، وشلة الفاسدين، المستفيدين الرئيسين من حكمه، ورئاسته التي تصل الي تسع سنوات عجاف الان.

لو ان الجنوبين يدركون او يشعرون ان هادي رئيسهم بالفعل، وانه يمثلهم كرئيس لليمن، لخرجوا يطالبون بعودته، ولضغطوا على التحالف لتحقيق هذه الغاية، ولكن لانهم يشعرون بان الرجل تخلى عنهم، بل ويعمل ضد قضيتهم، في خدمة مراكز القوى في الشمال، فانه لايبدوا عليهم الحماس باهمية عودته لعدن، وقد صار اليوم لديهم حامل سياسي لقضيتهم، ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيسا لهذا المجلس يتواجد بينهم، ويتلمس همومهم، عن قرب رغم الحرب الذي تشن عليه من قبل اللاشرعية الفاشلة، والمعطلة، وربما يجعلهم ذلك يستغنون عن هادي وشلته الفاسدة.

لم يكتف حزب الاصلاح، وعلي كاتوشا، بارضاخ هادي لارادتهم، بل زرعوا في مكتبه عميلهم عبدالله العليمي، الشاب المطيع الذي يزودهم بكل صغيرة وكبيرة عن هادي، وتحركاته، وتوجهاته، ونشاطه، اليومي، وفتحوا له خطوط تواصل مع قطر وتركيا ..والعليمي كما هو معروف ليس لديه مؤهلات لشغل المنصب، مديرا لمكتب الرئاسة، الا بكونه موظفا اصلاحيا مطيعا، ولديه الاستعداد لحمل شنطة هادي، واحذيته، وجواربه، دون ان يهتز له جفن.

تتواجد سلطة هادي، والاصلاح، وعلي محسن، في محافظة ونصف شمالا، ومحافظتين ونصف جنوبا، والاجمالي اربع محافظات، من اصل 23 محافظة يمنية تقريبا، ومع ذلك يسيطرون، وينهبون، ثروات اليمن النفطية، والغازية، باكملها، ويهربون اموالها للخارج، لصرفها على جيش من المتبطلين، والعاطلين، في عواصم الدول، وبالعملة الصعبة، ومن هنا فانه قد حان الوقت لايقاف هذه المهزلة، وهذه العملية اللصوصية، التي يقوم بها هادي، والاصلاح، ومحسن، واعادة اموال النفط، والغاز، للبنك المركزي، وصرفها كمرتبات للشعب الذي يعاني من انقطاع المرتبات منذ عدة شهور، ودعم مشاريع التنمية، حتى لو استدعى الامر تحركا شعبيا كبيرا، لايقاف النهب، والسلب، لثروات البلاد، من قبل حفنة لصوص، هاربين في الخارج، ومحتميين ببعض الدول.

يحتاج اليمن لرئيس كبير يمثله لا يمثل عليه، يحتاج لرئيس للشعب لا لمراكز القوى، هذا اذا افترضنا ان اليمن ظل موحدا في دولة اتحادية مثلا، مع ان ذلك يعد امرا صعبا، لاسيما وان الجنوب لم يعد قادرا للاستمرار في وحدة ميتة، وعبثية، وكاذبة، لم يعد الجنوب متحمسا لخوض تجربة اخرى وجديدة مع نخب شمالية تقدس المشاريع الشخصية، والخاصة، وترى في المشروع العام، وسيلة للنهب، والفيد.

هادي الرئيس الخائف الذي يرفض العودة لبلاده، ليس كمثل الرئيس التنزاني الذي قتل على حدود بلاده وهو يدافع عنها ضد المتمردين،ولايتمتع بشجاعة صالح الذي واجه مصيره وهو واقف، رغم لؤمه وخبثه وحقده ..هو رئيس مريض، ومرعوب ،قال عنه الشاعر البردوني انه ولد قبل اللغة العربية بقرن، لعجزه عن الحديث بلغة سليمة.. هادي كارثة كبيرة، ادخل بلده في حرب، وعجز الان عن الخروج منها، وبدلا من ذلك يعمل على استثمارها للاستمرار في الحكم فترة اطول، حتى وان كان يسيطر على اربع محافظات فقط.

لاتبدو ان هناك مؤشرات لنهاية الحرب، اذا ما استمر هادي رئيسا ..هادي ومن خلفه الاصلاح، ومحسن، توافقت توجهاتهم مع بعض الدول التي تعمل على استمرار الحرب، معتقدين انهم سينتصرون على الحوثي ،هادي رئيس الاصلاح، ومحسن، وشلة الفاسدين، هو الجائحة، والكارثة، الكبيرة التي اصابت اليمن، ولافكاك منها الا باقتلاعه،واقتلاعهم جميعا.