كتابات وآراء


04 ديسمبر, 2025 01:23:00 ص

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب



​بقلم: محمد علي محمد أحمد

حضرموت الوادي والساحل.. القلب النابض للجنوب المنتفض، ومهد حضارته وتاريخه المُمَجَّد، ومنطلق فرحته التي عمّت كل شبر من أرضه الحرة، من أقصى المهرة إلى باب المندب.

في مشهد تاريخي يؤكد أن إرادة الشعوب الحرة لا تُقهر، وأن النصر العظيم الذي تحقق في حضرموت، بساحلها وواديها الأشم، ليس مجرد انتصار عسكري أو أمني، بل هو تتويج لمسيرة كفاح ونضال استمرت لسنوات طويلة.

إن هذا ال​نصر المبارك الذي فتح لنا مرحلة جديدة، وآفاقاً واسعة أمام استعادة كامل أرض الجنوب، بات يحتم علينا الإسراع و دون تباطؤ أو تقاعس، في تأمين جميع ممراتنا ومنافذنا وحدودنا البرية والبحرية، وصولاً إلى بسط سلطة قواتنا الجنوبية الأبية على كل شبر من خارطتنا الجغرافية إلى ما قبل العام 90م ، والعمل الجاد باهتمام لتوفير الخدمات، باعتمادنا على مصادر طاقتنا ومنشآتنا، واستعادة تشغيل مصفاتنا، لمواجهة ردة الفعل المتوقعة ضدنا، والوقوف بحزم وقوة في وجه قطّاع الطرق ومهربي الوقود والغاز والممنوعات، وتجار السوق السوداء ولوبيات مفتعلي الأزمات.

لقد انتُزِعَ هذا النصر المظفَّر ، بعد مخاض عسير، وصبر منقطع النظير، على غطرسة محتل ظل جاثماً على صدور أهل الأرض الكرام، وتعرضت المسيرات الشعبية السلمية الرافضة لوجودهم منذ أن وطأت أقدامهم القذرة أرضهم الطاهرة ، لأبشع أنواع القمع والتنكيل والإجرام ، و بقوة السلطة والسلاح استولوا على الثروات ونهبوا الخيرات، وتحكَّموا بالمنافذ والممرات، وضيقوا الخناق على الأهالي في معيشتهم، وصادروا حقوقهم ونكَّلوا بكل حرٍّ لا يقبل بالاضطهاد والإذلال .

وبكل قبح وحقد دفين ​ظل الغزاة يتذرَّعون بتواجدهم هناك لحماية الأرض وأهلها، ممن؟!
لكنَّ فِعَالهم المُنكَرة أظهرت نواياهم الخبيثة ، مبيِّنة هدفهم الأساسي في احتلال أرضٍ حرَّرها رجالها الميامين ومعهم كل أبناء الجنوب الثائرين من الغزاة السابقين.

​ظل هذا السؤال يطرح نفسه بقوة، عن سر وجود تلك القوات الشمالية بكل تلك الأعداد الكبيرة والتشكيلات والألوية المتعددة وذلك العتاد والتسلح المهول، فوق أرض جنوبية محررة بالكامل؟.

وكان حريٌ بهم الذهاب لتحرير عاصمة دولتهم المحتلة صنعاء وكل محافظات الشمال التي ترزح تحت سلطة الحوثي، بدلاً من التواجد في أرض لا تخضع لسيطرة محتل، وتتمتع بأمنها الذي تحقق بسواعد أبنائها.

​إننا اليوم، ومع هذا النصر المبين، نشد على أيدي قائدنا ورئيسنا عيدروس قاسم الزُبَيدي، وكل الكوادر الجنوبية، وجميع قبائلنا ومقادمتها وحكمائها، وكل مواطني حضرموت الغالية والجنوب قاطبة، بعدم التفريط بهذا الإنجاز التاريخي، وذلك بتماسك اللحمة الجنوبية الواحدة واليقظة التامة، والحذر الشديد من أي فتنة يحاول زرعها المنافقون والمتربصون الذين يسعون لشق الصف وإعاقة مشروع التحرير والاستقلال.

و إن الجنوب اليوم وهو يقف على عتبة مرحلة الحسم الشاملة ، لن يرضى أبناؤه بأقل من استعادة دولته كاملة السيادة، وعودة الحدود المعترف بها دولياً.