نتابع إسهال القرارات الجمهورية الصادرة عن مجلس مشاورات الرياض والتي من خلال شكلها ومضمونها يستطيع المتابع العادي الوقوف على مستوى حالة الصراع والتنافس التي تحكم علاقات الجماعات المؤلفة لهذا المجلس ، ونعزي في الوقت ذاته كل من دخل في هذا المخاض وتلوث بفقر الناس البسطاء ومعاناتهم والفاقة التي تضرب كل مناحي حياتهم !!
والحقيقة أننا بتلك القرارات نثبت تفردنا عن سوانا من الحظائر العربية فنحن الحالة الوحيدة التي ينتج عنها مثل تلك القرارات في بقعة جغرافية مازالت الحرب فيها مشتعلة بهدف استعادة الدولة واستعادة الوطن !!
في اعتقادي أن معاناة الناس وخواء خزينة الدولة لاتحتملان مثل هذه الأحمال الثقيلة التي لامردود إيجابي من وراءها وأننا نحتاج في الوضع الحالي إلى مجلس حرب من رئيس ووزير دفاع ووزير داخلية وأمن حتى يتحقق النصر ويعود الوطن وبالتالي تعود مبررات تشكيل الحكومة وغيرها من المؤسسات !!
بعبارة أدق نحن لسنا بحاجة إلى قرارات جمهورية تهدف فقط إلى تهدئة الاجواء بين جماعات مجلس مشاورات الرياض والتمكين لها في مواجهة خصومها السياسيين بقدر حاجتنا أولا إلى قرار جمهوري يعيد الوطن والدولة ومؤسساتها ويهدف إلى إنقاذ الناس من حالة الموت البطيء التي تحاصرهم !!
ونذكر في الختام جماعات مجلس مشاورات الرياض أنه إذا كان لابد ولا مفر من خوضها معارك التقاسم الوظيفي فأن عليها أن تعي أن المناطق المحررة افتراضا تمثل مساحة وطنية أكبر من امتدادات تلك الجماعات المناطقية والحزبية والجهوية وبالتالي فأنها مطالبة بالانفتاح على بقية القوى التي مازالت خارج توافقات مجلس مشاورات الرياض إذا أرادت فعلا كسب معركة استعادة الوطن وتمهيد الأرضية لقانونية ومنطقية القرارات الوزارية والتقاسمات الوظيفية!!
عبدالكريم سالم السعدي
29 مارس 2024م