ملفـات وتقـاريـر

23 مايو, 2025 11:55:22 م

صنعاء (صوت الشعب) ديفانس لاين:

كشفت مصادر أمنية مطلعة لـ"ديفانس لاين" عن استحداث جماعة الحوثي، ذراع إيران في شمال اليمن، جهازا أمنيا جديدًا يحمل اسم "جهاز أمن الثورة"، ضمن سلسلة من الكيانات الأمنية التي أنشأتها الجماعة على غرار المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية ووفق هيكل مشابه لـ"حزب الله" اللبناني.

الجهاز الجديد أُنشئ بقرار من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ليعمل في خدمة ما تسميه الجماعة "المشروع التنظيمي الجهادي" و"المسيرة القرآنية"، ويُكلّف بمهام استراتيجية تتضمن توجيه الأداء العام، والتخطيط والرقابة، والإشراف على باقي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للجماعة، ككيان تنسيقي أعلى نفوذا ضمن مشروع "ثورة 21 سبتمبر" و"الرؤية الوطنية".

الجهاز يخضع لإشراف مباشر من عبد الملك الحوثي، ويُتوقع أن يتولى إلى جانب مهامه الداخلية، مسؤوليات في مجال "الأمن الخارجي والإقليمي"، بما يتماشى مع المشروع التوسعي للجماعة الذي يستهدف فرض "الولاية" على الجزيرة العربية. وتعتبر مصادر متطابقة أن تشكيل الجهاز الجديد يوازي من حيث الهيكل والدور وزارة الاستخبارات الإيرانية "الإطلاعات".

وترى مصادر أخرى أن الهدف من استحداث الجهاز يتمثل في تعزيز القبضة الأمنية للجماعة، وتنويع أدواتها في فرض الرقابة الصارمة على المجتمع، وتوسيع نفوذها داخل الأجهزة الأمنية.

من هو رئيس "جهاز أمن الثورة"؟

أفادت مصادر "ديفانس لاين" أن الجماعة الحوثية كلّفت جعفر محمد أحمد المرهبي (42 عامًا) بقيادة الجهاز الجديد. ويُعرف المرهبي داخل أوساط الجماعة بلقبه الحركي "أبو جعفر"، وهو من أبناء مديرية رازح بمحافظة صعدة، ويُعد من قادة الظل البارزين في التنظيم الأمني السري للجماعة، وفاعل أساسي في أجهزة المخابرات التابعة لها.

المرهبي من أوائل الملتحقين بتنظيم "الشباب المؤمن"، وتصفه وسائل إعلام الجماعة بأنه من "المكبرين الأوائل" الذين أطلقوا شعارات الجماعة المستنسخة من الثورة الخمينية. وقد تلقى تنشئة أيدلوجية في بيئات مذهبية مغلقة، ويُعتقد أنه خضع لتدريبات خارج اليمن.

كان من المقربين لمؤسس الجماعة، حيث تولى مسؤوليته الأمنية وحماية أسرته، واستمر لاحقًا في حماية زعيم الجماعة الحالي، عبد الملك الحوثي، وانتدب لمهام حساسة. وشارك في تأسيس "الدائرة الأمنية"، التي تحولت لاحقا إلى ما يُعرف بـ"جهاز الأمن الوقائي الجهادي"، الجهاز الاستخباري الداخلي للجماعة.

خلفية أمنية وميدانية:

ترتبط سيرة المرهبي بشبكة الخلايا الأمنية المرتبطة بمخابرات "فيلق القدس" الإيراني و"حزب الله"، والتي تولّت تنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة. وكان من ضمن العناصر التي اعتُقلت عام 2003 إثر رفع شعارات الحوثيين في الجامع الكبير بصنعاء، كما أُعيد اعتقاله في 2004 على خلفية مشاركته في التمرد المسلح خلال الحرب الأولى.

وقاد المرهبي ما يُعرف بـ"خلية صنعاء الإرهابية الثانية"، التي اتُهمت بالتخطيط لعمليات اغتيال وتفجير، وحُكم عليه بالإعدام في يونيو 2008 من المحكمة الجزائية المتخصصة، بعد إدانته بقتل ضابط وجندي أثناء حملة أمنية. غير أن السلطات أفرجت عنه بعفو رئاسي عام 2011، تزامنا مع اندلاع الثورة الشبابية.

وشارك لاحقا في الحروب التي خاضتها الجماعة في محافظات حوث، عمران، وصنعاء، وأسهم في السيطرة على المؤسسات الأمنية بعد اجتياح صنعاء، وتوطين عناصر الجماعة في هياكل الأمن والاستخبارات.

في عام 2016، أصدر رئيس "اللجنة الثورية العليا" التابعة للجماعة قرارا بتعيينه في وزارة الداخلية، ومنحه رتبة "عقيد" والرقم العسكري (20351). وشمل القرار ترقية 34 من قادة الجماعة، قبل أن يُرقى لاحقا إلى رتبة "لواء".

ونشط أمنيا خلال فترة تحت غطاء منصب حكومي، إذ عيّنته الجماعة عام 2023 وكيلاً لوزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة.

شخصية بعيدة عن الأضواء:
 
تُفرض سرية كبيرة حول شخصية المرهبي وتحركاته، وتحرص الجماعة على إبعاده عن الإعلام.

وفي أبريل الماضي، بثّت قناة "المسيرة" فيلماً وثائقياً عن تاريخ الجماعة، خُصصت فيه حلقتان للمرهبي تحت عنوان "حكايات المكبرين الأوائل"، لكنها عادت لحذف كل ما يتعلق به من مقاطع وصور وإعادة تحرير المواد المنشورة، فيما تشير نتائج البحث في المصادر المفتوحة إلى أن الجماعة أزالت جميع الصور والأخبار المرتبطة بالمرهبي من منصاتها الإعلامية.

كما يُعد جعفر المرهبي من أبرز القيادات الحوثية المطلوبة أمنيا، حيث يخضع للمحاكمة غيابيا أمام المحكمة العسكرية بمحافظة مأرب، ضمن قائمة متهمين بقضايا إرهاب وجرائم ضد الدولة.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.