13 يونيو, 2025 07:12:48 م
صوت الشعب (سوث24) منظور دولي:
رأت وكالة سبوتنيك الروسية أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران لم تكن مجرد رد عسكري، بل تمثل تحركًا استراتيجيًا مدروسًا يهدف إلى تقويض قدرة إيران على فرض توازن ردع إقليمي، عبر استهداف مراكز القرار والبنية الحيوية للدولة الإيرانية.
وقال الباحث في الشؤون الدولية، خشايار بوربوري، إن ما جرى في طهران يشكل "نقطة تحول نوعية في مسار المواجهة بين إيران وإسرائيل"، خاصة مع مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وأضاف أن اختيار أهداف حساسة في قلب العاصمة يعكس نية واضحة لإحداث خلل في البنية الردعية والأمنية للجمهورية الإسلامية.
وأكد بوربوري أن "الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها عبر هذه الضربة تتجاوز البُعد التكتيكي، وهي رسالة تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وضرب العمق الاستراتيجي لإيران"، مشيرًا إلى أن العدو لا يكتفي باستنزاف البنية العسكرية، بل يسعى أيضًا إلى التأثير في معادلة النفوذ الإقليمي.
ورأى التحليل أن الرد الإيراني يجب أن يُبنى على حسابات دقيقة تراعي مستوى التهديد والمصلحة الوطنية، محذرًا من الانجرار إلى ردود فعل قد تستدعي تدخل أطراف دولية كبرى وتفتح المجال أمام تصعيد خارج السيطرة.
كما دعا بوربوري إلى استثمار هذه المرحلة لتعزيز "الردع الذكي"، من خلال الجمع بين الاستجابة العسكرية المحسوبة والتحرك الدبلوماسي الفاعل، داخليًا وخارجيًا، بما يضمن الحفاظ على المبادرة السياسية ويحمي البنية الاستراتيجية لإيران من مزيد من الاستنزاف.
وختم التحليل بالتشديد على أن المرحلة الراهنة تتطلب إعادة النظر في المنظومات الأمنية والعلمية، وتفعيل أدوات "المقاومة النشطة" دون التفريط بالتماسك الداخلي أو فتح جبهات إضافية، مؤكدًا أن نجاح إيران في إدارة هذا التحدي مرهون بقدرتها على الجمع بين الصلابة والمرونة في آنٍ معًا.
#south24