أخبار محلية

07 يوليه, 2014 03:25:00 م

صوت الشعب - متابعات : 

احتضنت العاصمة اليمنية صنعاء أول نشاط للحراك الجنوبي السلمي داخل المحافظات الشمالية وذلك للمرة الأولى منذ تأسيسه في العام 2007.

ففي حدث غير مسبوق وبحضور ألف شخصية جنوبية بينها عدد من أبرز مؤسسي وقيادات الحراك إضافة إلى وزراء وبرلمانيين وشخصيات سياسية وفكرية عقد الحراك الجنوبي السلمي مساء الأحد أول اجتماع له داخل العاصمة اليمنية بالإضافة إلى جموع غفيرة من أبناء الجنوب يتقدمهم، مؤسس الحراك الجنوبي المناضل العميد ناصر النوبة وبمشاركة عدد من مشائخ والشخصيات الاجتماعية اليمنية بشمال.

وفي الأمسية ألقى نائب رئيس الوزراء وزير الأتصالات وتقنية المعلومات الدكتور احمد عبيد بن دغر كلمة هامة خلال الاجتماع، أكد فيها على أهمية الوحدة التي قال أنها لن تكون بدون الجنوب ولا معني للجنوب إلا في ضل الوحدة اليمنية.

وقال بن دغر :" أعتبر لقاءكم اليوم في صنعاء تحولاً حقيقياً في مسار الأزمة، في جانبها الوحدوي. اليوم يقول الجنوب كلمته قوية مدوية، نعم للوحدة، نعم لمخرجات الحوار الوطني.. نعم لإنصاف الجنوب ورأب الصدع بين الأهل في اليمن الواحد الموحد. كنتم الطليعة في النضال من أجل الحرية والعدالة، ولا زلتم مناضلين من أجل التقدم والوحدة.

وأضاف:" جربنا الكثير من الأطروحات السياسية، ومارسنا عديداً من التوجهات الوطنية في العقود الخمسة الماضية. والآن نستطيع أن نقول إن خيار الوحدة القائم على العدالة، واحترام الآخر، والتعويض عن الضرر والاعتراف بالخصوصية قد غدى الاتجاه العقلاني الأكثر قبولاً، والأكثر موضوعية. والأكثر تقدمية، فلا تقدم بدون وحدة، ولا مستقبل إذا ضاعت الوحدة، ولا وحدة بدون الجنوب، ولا معنى للجنوب إلا في ضل الوحدة، هدفنا الوطني وغايتنا القومية.

وقال إن الوحدة التي نعيد صياغة مفاهيمها، ونقوم بترتيب أولوياتها قد حملت اليوم مفهوماً جديداً مغايراً بعد مؤتمر الحوار الوطني، إن القضية الأكثر جوهرية في هذه المسألة، هي في اختيار شكل الدولة المدنية الحديثة العادلة التي نبتغيها. وقد تعاقدنا وتوافقنا على أن شكلها اتحادي من ستة أقاليم تمثل خلاصة تجربتنا الوطنية في البقاء، والتقدم، دولة تحافظ على حرية الأفراد والمجتمع، وتشكل أساساً لمستقبل واعد ومعطاء تضمن الوحدة، وتعترف بالتنوع، ترفع الظلم، وتجبر الضرر.. مشيراً إلى أن الجنوب عان كثيراً من اختلال التوازن في العلاقة بين الإخوة، وقد أدرك الشمال بذات الوقت حجم ما ارتكب من أخطاء خلال العقدين الماضيين، وقد حان الوقت لرأب الصدع. وإعادة الأمور إلى طبيعتها التي تحترم الحق في العيش المشترك تحت سقف متفق عليه من العدالة والمساواة. وهذا الأمر لا يتحقق إلا بالالتزام التام بمخرجات الحوار الوطني، والاعتراف بأن الدولة المركزية التي أقمناها في 1990م لم تعد قادرة على الصمود، لم تعد قادرة على الحفاظ على وحدة البلاد، ووحدة المجتمع الذي افتقدناها.

وأوضح إن الأمر العاجل والملح هنا هو ما تقوم به اللجنة الدستورية .. مشيراً إلى أن كافة القوى الوطنية المحبة لليمن، والمخلصة لأبنائه تنتظر بفارغ الصبر ظهور وإعلان الدستور الاتحادي الجديد، للدولة الاتحادية الجديدة، الذي تحافظ على الوطن موحداً، والمجتمع متماسكاً، دستور يُعيد الألفة للهوية الوطنية اليمنية الواحدة التي تعرضت للكثير من التشويه خلال السنوات الماضية من جانب، والأفعال المضادة والتي كادت أن تطيح بوحدة الوطن .

وتابع قائلاً :" لقد أثبتت الأيام الماضية أن أحداً بمفرده لا يمكنه قيادة اليمن، وصناعة حاضره ومستقبله، إن مثل هذا الافتراض قد سقط في ظل واقع مرير، وفي خضم المعارك الجانبية التي خضناها ضد بعضنا البعض، خسرنا فيها المزيد من الأرواح، والكثير من الإمكانيات والموارد حتى شارفنا للأسف الشديد على السقوط، وشارفت الدولة على الانهيار، لقد فقدنا أمننا، واستقرارنا، وتعرضت مصالحنا وحقوقنا وحقوق أبناءنا للخطر ليس فقط بسبب الأزمة المالية التي تعصف باقتصادنا كما يعتقد البعض بل بسبب الصراع، والحروب، والخروج على الدولة، إن الأزمة الاقتصادية ليست سوى الناتج الموضوعي لحالة التناحر والقتال الأهلي، وازدياد أعمال العنف والإرهاب. التي طالت مناطق واسعة من بلادنا، وقوضت السلم الاجتماعي وحولت أماننا خوفاً، وأمننا رعباً.

وقال ": إننا إزاء وضع خطير فإما أن نبادر إلى لملمة عناصره، وتحييد قوى الشرفية، وهذا لن يتم إلا بمصالحة وطنية شاملة، وإما أن نفقد القدرة على ضبط إيقاع الحياة في بلادنا فنسلمها للمجهول. لقد علت صيحات الانتقام، والثأر، والنيل من الآخر يرافقها وينتج عنها المزيد من الدماء، والتشرذم، وصعود خطر الانقسام ليس إلى جنوب وشمال، بل إلى أكثر من جنوب، وأكثر من شمال.

وحيث تتعرض الثورة، والجمهورية، والوحدة لاحتمالات الفشل فيكون ذلك هو أسوأ ما أنتجته التجربة الوطنية في تاريخنا كله، قديمة وحديثه، وأسوأ ما مضت إليه القوى السياسية، ونخب المجتمع، وشبابه ورجاله ونسائه، إنني أخشى أن نوصم جميعاً بالتخلف السياسي حيث لم ندرك حجم المخاطر المحدقة ببلادنا، وحجم الانهيار المتوقع لإنجازاتنا التي تحققت بتضحيات الأبطال من رجالنا خلال العقود الماضية. لهذا وجب علينا أن نسارع إلى لم الشمل، ونسيان الماضي، والسمو فوق خصوصياتنا المذهبية، والمناطقية، والسياسية، التي غلبناها على كل ما هو وطني، وللأسف مرة أخرى لم يتبق لنا إلى القليل القليل من الوقت.

وأشار إلى أنه ليس هناك من معنى عن مصالحة وطنية شاملة دون الحديث عن مصلحة وطنية حقيقية في الجنوب على قاعدة المصالح الوطنية العليا، الجمهورية، والوحدة، والديمقراطية، وأـمن البلاد واستقرارها والتي تجسدت في مخرجات الحوار الوطني. إن أمامكم مهمات معقدة، ولعلي أرى بوادر الخير والآلفة والمحبة على بعد مرمى حجر. تبدأ من الجنوب. وتفيض شمالاً، وتغمرنا شرقاً، وغرباً في كل أرجاء الوطن.

ومنذ تأسيسه في عام 2007 ظلت السلطات اليمنية تحظر أي نشاط للحراك الجنوبي داخل العاصمة صنعاء وباقي محافظات الشمال, فضلاً عن قمع فعاليات كان يقيمها في عدن ومدن جنوبية أخرى, وبدأت بمطالبات حقوقية إلى أن وصل سقف المطالب للدعوة لفك الارتباط وانفصال الجنوب عن الشمال.

وجاء الاجتماع في الذكرى السابعة لتأسيس الحراك وعشية السابع من يوليو الذي يصادف الذكرى العشرين لانتهاء حرب صيف 1994 التي انتصرت فيها قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحلفائه على خصومهم في الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان شريكاً لحزب صالح في تحقيق وحدة البلاد في 22 مايو 1990.

وفيما كانت السنوات الماضية تشهد إحياء المناسبة بتظاهرات حاشدة في عدن ومدن جنوبية أخرى للتنديد بالنتائج التي ترتبت على تلك الحرب من إقصاء وتهميش للجنوبيين, ومطالبة أطراف حراكية لفك الارتباط والانفصال, جاء الاختيار الاستثنائي لزمان ومكان انعقاد هذا الاجتماع, بمثابة رسالة قوية من جانب الحراك الجنوبي السلمي وفتح صفحة جديدة مع السلطات اليمنية بعد أن وضعت مقررات مؤتمر الحوار الوطني صيغة جديدة لوحدة الشمال والجنوب تقوم على الفيدرالية وتقاسم الثروة وتمنح الجنوبيين 50% من الوظائف والمناصب.

وفي الاجتماع أعلن مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة عن تأسيس تحالف قوى الحراك الجنوبي السلمي لدعم الرئيس عبدربه منصور هادي وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل, كما وجه رسالة للجنوبيين في الدخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014.

وفي تعليق لـ"العربية.نت"، أكد الناشط السياسي في الحراك المهندس ماجد السقاف أن الاحتفال بالذكرى السابعة لتأسيس الحراك الجنوبي في قلب العاصمة صنعاء يعد اعتراف كامل بمشروع كل الشعب الجنوبي ككيان جماهيري جامع للجميع لكل ألوان الشعب الجنوبي.

وقال السقاف إن هذا الاحتفال يعد تأييد كامل لمخرجات الحوار الوطني والذي خرج بمكاسب كثيرة للقضية الجنوبية أهمها الفيدرالية والمناصفة ولجان معالجات إفرازات حرب صيف 1994 وغيرها من المكتسبات التي لم يحصل عليها الجنوبيين من قبل.






رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.