17 يونيو, 2025 09:04:00 م
كل من يقرأ التاريخ سوف يدرك تمامًا أن الظلم والغطرسة لا يمكن لهما أن يغيرا العدالة الإلهية التي لا يمكن لأي مخلوق من مخلوقات الله عز وجل أن يتخطاها أو يتحداها، وإن امتلك كل الإمكانيات والعلوم. فقد قال تعالى في كتابه الكريم: _"فَكُلُوا مِمَّا غَلَبْتُمْ عَلَيْهِ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ"_ (الأنعام: 118).
إن تواصل الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني سياسيًا وعسكريًا للتطهير العرقي والتهجير القسري، خاصة في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق وحروب متكررة تهدف إلى تدمير بنيتها التحتية وكسر إرادة أهلها، واجهها العالم الإنساني بأسره بالرفض والاستنكار. ورغم ذلك استمر الكيان المحتل في غطرسته بتعاون أعداء السلام والإنسانية والخاضعين، ولم يدركوا أن التاريخ فيه كل العبر التي أكدت أن الظلم لا يدوم، وأن كل محاولات القهر والاستبداد تنتهي بسقوط أصحابها، كما حدث مع إمبراطوريات ودول ظنت نفسها فوق العدالة الإلهية والقانون والإنسانية.
إن السياسة الإسرائيلية للتدمير الممنهج والتهجير القسري اعتمدت على استراتيجية واضحة تمثلت في الحصار الاقتصادي والعسكري المشدد منذ عام 2007 على غزة، مما أدى إلى تدهور الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وقطاع صحي، لتحويلها إلى "سجن مفتوح". لقد أزهقت الحروب المتتالية التي شنها الكيان المحتل آلاف الضحايا من المدنيين، ودمرت تلك الحروب المنازل والمستشفيات والبنى التحتية عمدًا لترك السكان بلا مأوى. وكان الهدف الرئيسي هو التهجير عبر الترهيب من خلال القصف البربري المكثف والاجتياح البري، التي حاول فيها الكيان الغاشم إجبار سكان غزة على النزوح إلى مصر أو المناطق الأخرى لتكرار مأساة النكبة عام 1948.
وها نحن اليوم نرى عظمة العزيز الجبار وانتقامه لهذا الشعب المغدور، مؤكدًا أن كيده متين، ولكن أغلب الحكام العرب والعالم لا يفقهون ذلك القول العظيم في القرآن الكريم. إن التاريخ يجب أن يكون فيه العبرة لمن لا يرحم ولا يخشى بطش رب العالمين. فها نحن نرى اليوم ونعيش أحداثًا غريبة وعجيبة تغيرت فيها كل الموازين وأهلك فيها الظالمين بالظالمين، وبات الدمار والتهجير الذي هدد فيه الكيان المحتل شعب فلسطين هو مصيره الذي لم يتوقعه ولم يتخيله. فسبحان المنتقم الجبار الذي ساق كل تلك الأحداث التي لم يتوقعها العالم بأسره رغم القوة العسكرية الإسرائيلية والدعم الغربي غير المحدود.
عاشت فلسطين حرة أبية.