كتابات وآراء


03 سبتمبر, 2025 08:09:00 م

كُتب بواسطة : د. مريم العفيف - ارشيف الكاتب



كتبه| د. مريم العفيف

في الفاتح من سبتمبر ، شهد الجنوب ميلاد الجيش الجنوبي، ليس كهيئة عسكرية فحسب، بل كرمز لإرادة شعب لا يعرف الانكسار، وضمير أمة يؤمن بالحرية والسيادة والاستقلال. تأسيس هذا الجيش كان إعلانًا صريحًا عن قوة شعب قادر على حماية أرضه وكرامته، وحصناً لا يهتز أمام التحديات الداخلية والخارجية، وعلامة مضيئة في تاريخ الجنوب الحديث.

لطالما ارتبط الجيش الجنوبي في وجدان شعبه بمعاني الشجاعة، الانضباط، والوفاء للوطن. إنه ليس مجرد قوة مسلحة، بل روح الأمة، وجذر الهوية، وقلب المقاومة الصامد. من أول يوم، كان الجيش الجنوبي مرآة لشجاعة شعبه، وحصناً حميماً لأرضه، وصوتاً يعلن للعالم أن الجنوب حي لا يركع، وأن كرامته ليست للتفاوض أو المساومة.

الجيش بين الماضي والحاضر

تاريخيًا، كان الجيش الجنوبي قوة ضاربة ومصدر فخر الدولة المستقلة في السبعينيات والثمانينيات، حامياً لحدودها، صانعاً للأمن، ومرجعاً للقوة والنظام في المنطقة. لقد جسّد احترافية عسكرية عالية، واستراتيجية دفاعية رصينة، جعلت منه نموذجًا يُحتذى به في الانضباط العسكري والحفاظ على السيادة الوطنية.

حتى بعد التحولات السياسية بعد 1990، بقي الجيش الجنوبي رمزًا حيًا للشجاعة الوطنية، وصوت المقاومة، وذاكرة الأبطال. اليوم، تحت إشراف المجلس الانتقالي الجنوبي، يواصل الجيش البناء والتطوير ليصبح قوة حديثة واحترافية، قادرة على حماية الجنوب واستعادة دولته الكاملة السيادة.

اليوم، يقف الجيش الجنوبي في طليعة الدفاع عن الأرض والمكتسبات الوطنية، يواجه التهديدات الإقليمية والإرهاب بكل قوة وشجاعة، ويصون الممرات البحرية التي تمثل شريان الاقتصاد العالمي، بدعم شعبي وإقليمي متواصل، ليؤكد أن الجيش ليس مجرد قوة مسلحة، بل رمز إرادة وطنية صلبة، وضمان لاستقرار الجنوب وأمنه القومي.

الجيش الجنوبي: قوة المستقبل

إن بناء جيش جنوبي حديث واحترافي هو الركيزة الأساسية لإنقاذ الدولة الجنوبية واستعادة كامل سيادتها، وتحقيق أمن واستقرار مستدامين. الجيش اليوم ليس فقط قوة ردع، بل مؤسسة وطنية تربط الماضي المجيد بالحاضر الصامد، وتصنع مستقبل دولة جنوبية قوية، مستقلة، وذات سيادة كاملة.

إنه الجيش الذي يحمل حلم الاستقلال، ويترجم التضحية إلى واقع، ويحول الانتماء الوطني إلى قوة حماية، ويجعل من كل جندي مقاتلًا رمزًا للوفاء للوطن، وشاهدًا على أن الجنوب لن يضيع مهما طال الطريق ومهما اشتدت التحديات.

فلسفة الجيش الجنوبي وهوية الوطن

من منظور فلسفي، الجيش الجنوبي ليس مجرد آلة حرب، بل تجسيد لإرادة الشعب ووعي الأمة. كل جندي فيه يحمل في يده حلم الحرية، وقلبه ينبض بالكرامة، وروحه مرتبطة بتاريخ أمة لن تستكين. هو صدى الماضي، ونبض الحاضر، ورهان المستقبل، ذاكرة أمة وروح أرض تتجدد في كل جيل، وحامي حلم الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

كلمة الختام
في الذكرى الرابعة والخمسين لتأسيسه، نحتفي بالجيش الجنوبي الذي يمثل قوة لا تُقهَر، إرادة لا تُهزم، واستقلالاً لا يُساوم عليه، وسيادة لا تنحني، وكرامة لا تُقهر. المجد والخلود لشهدائه، والتحية لكل مقاتل يواصل كتابة صفحات النصر، مؤكدًا أن الجيش الجنوبي ليس مجرد تاريخ، بل قصيدة الوطن الحية، ونبض الأرض المتجدد، ورهان المستقبل الذي سيعيد الدولة الجنوبية كاملة السيادة.