كتابات وآراء


05 مايو, 2021 02:22:00 ص

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب


كتبه/ محمد علي محمد أحمد

كثير منا سمع بها ويظنها قاعدة فقهية شرعية
" نــاقــل الكفـــر ليــس بكـــــافر "
وهي في الأصل وردت على لسان بعض أهل العلم و من أولئك العلماء الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية وشيت بن حيدرة في كتابه حز الغلاصم في إفحام المخاصم ، وهذه القاعدة صحيحة فيما إذا كان الناقل يحكي الكفر فقط ، أو يحكيه ويَرُد عليه ،
"بمعنى أنه ينقل قول واعتقاد الكفار في ما هو مخالف لديننا ومعاملاتنا ويحكيه لغيره بأنه قرأ أو سمع أنهم يقولون عن أمر ما كذا و كذا "

- فإما لـ يبين للناس الصواب ويحذرهم من هذا التضليل الخبيث وهذا دور أهل العلم الثقات والدعاة المخلصين .

- وإما شخص عامي نقله لغيره في جلسة على سبيل الإستهجان والتعجب من هذا الإفتراء .

" و أما إذا كان ناقل الكفر ينقله مُقِرَاً ومعتقداََ به أو موافقاً له فهو كافر كـ قائله !! "

فماذا تقولون في ناقل الخبر ( الصحفي )
وهو يعلم أن ما يقوم بنشره كذب محض !!

علماََ أن عمله يحتم عليه نقل الحقيقة كما هي دون زيادة أو نقصان ، و ذلك باستقصاء دقيق مجرد من العاطفة و التبعية ، و من الحقد و النزعة الإنتقامية ، لِيَخلُصَ بتقرير شفاف يعكس فيه أمانته المهنية و روح الصحفي الأخلاقية المستمدة من تربيته الدينية و عمق انتمائه لتربة أرضه في أسمى وأرقى صور الوطنية ..

فإذا بالبعض يتعمد في نشره ونقله المجافي للحقيقة ، والمسيئ لصاحبة الجلالة ولحملة الأقلام الشريفة ، أما هو فلا تهمه الإساءة لنفسه ولقلمه الذي ارتهنه في سوق النخاسة و بحسب العرض و الطلب ، ليقوم من اشتروه بالتوجيه لـ أتباعهم ومؤيدي سياستهم وأهدافهم ؛ وتنتهز الفرصة كذلك أطراف أخرى توافقت سياستهم وتوجهاتهم معهم إلى دعم هذا الإمعة المسكين ، الذي بمجرد أن رأى انه أصبح شخص مشهور وله معجبين و جمهور عريض ، فإذا به يصدق كذبه ويظن أنه يَستَغفِلُ الجمهور وهو في الحقيقة يُستَغَل بصورة مُهِينَة ممن اشتروه
وكل هذا طمعاََ في المال السحت والشهرة المؤقتة نظير نشره الكيدي المُوَجَّهَ ضد جهة ما ولحسابات سياسية أخرى ، دون اكتراث منه ، ولا ضمير حي أو وازع ديني ولا أخلاقي في أن نشره ونقله هذا سيتسبب في إثارة الفتنة وإقلاق السكينة العامة و ترويع الآمنين ، و ربما سيؤدي إلى إزهاق الأرواح و إراقة الدماء !!!

إرفق بنفسك أيها الصحفي و اعلم ما تريـد
فقد اخترت مهنة المشقة فلا تَزِل أو تحيـد
ولا تُسَخِّر قلمك لشهواتك فتكن مثل العبيـد
ملعون ابو المال الذي يذل صاحبه وهو سِيد
لذا كن أنت صاحب الرسالة لا ساعي البريـد

والله إني أشفق على كل صحفي ، والذي قطعاََ سيتمنى بعد ان رأينا الفرق بين النَاقِلَين ليكون ناقلاََ للكفر وراويه على أن يكون ناقلاََ للخبر وناشره ، إن كان حاله كـ حال من أشرنا إليه و أوضحنا ما الذي يتسبب به ناقل الخبر الكاذب في نفسه من مهانة و تبلد و ذل واحتقار
وما يُخَلِّفُهُ في مجتمعه من تَصَدُّع و دمار ..

وحتى لا تنسوا تذكروا أن :

ناقل الكفر ليس بـ كافر
وناقل الخبر الكاذب فاجر