كتابات وآراء


28 يونيو, 2021 06:55:00 م

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب


كتبه/ محمد علي محمد أحمد


لا يختلف إثنين على أن الفساد أصبح مثل الداء العضال إنتشر واستفحل في كل مكان ، وفي كل مفاصل حياتنا ، فما بالكم ان كانت القيادة ذاتها  فاسدة ، وفساد القيادات يخلق مرتزقة وحاشية حولها ، فتضيع حقوق الموظفين والمواطنين بين الفاسدين وحاشيتهم ومنافقيهم ،

والفساد ليس فساد شخص أو أشخاص ، بل إنه فساد منظومة كاملة ، تمارس أدوارها مجتمعة ، من الفاسد الصغير إلى أكبر رأس ، فالموظف الصغير فاسد لأنه أمن العقاب والمسائلة ولم يخشى من الرقابة ، وحينما رأى مديره وقائده فاسد تشجع وتجرأ ليفسد ، فهو مجرد أداة للفساد بيد الكبار وبأوامرهم ،وقد كشفت ألاعيبهم رغم تشدقهم كذباََ وبهتاناََ بالعبارات الفضفاضة عن الشفافية والإصلاح الإداري والمالي وذلك بإبقائهم ذات الشخوص بمنظومتهم ، التي أدت الى الفشل والإنهيار المروع في المؤسسات التي يديرونها مما تسبب في الإساءة للوطن والمواطن ..

و قطعاََ لن ينتهي الفساد وسيستمر وسينتشر كالسرطان في المؤسسات الحكومية وكل مفاصل الدولة أكثر وأكثر مالم يتم بتره واستئصاله من جذوره إلى غير رجعة ..

ولإنهاء منظومة الفساد تلك والقضاء عليها يجب تفعيل دور القضاء والنيابات وكذا الإهتمام كل الإهتمام بتعزيز واستعادة دور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ، والتفتيش المالي والإداري على كافة القطاعات المدنية منها والعسكرية بشكل كبير ،  سيما المرافق والمؤسسات الإيرادية الهامة بحيث تنحت بالصخر فيها  وتبحث بين الأوراق والتكاليف والمسميات والمتنفذين والمتسلطين والدخلاء الجدد ، وتدقق وتراجع المصروفات والفواتير المالية بدقة لتكتشف الفساد واللصوصية ، ولتكن عقوبات صارمة و رادعة ضد المفسدين ومن يساندهم ، وإسقاط كل الأقنعة عنهم مهما كانوا ، وإبعادهم وتنحيتهم بعد العقاب والمحاسبة واستبدالهم بدماء جديدة و نظيفة محبة للوطن تتمتع بخبرة واسعة في مجال عملها وسيرة حسنة وبسمعة طيبة لدى الجميع .

و نظراََ لازياد تدهور حالة المواطن مما جعل الوضع صعب جدا ومأساوي في ظل الفقر وفقدان أدنى متطلبات الحياة ، وهذا الوضع لا يحتمل فساد أولئك المسؤولين والقادة وبذخهم ومكاتبهم الفخمة ومديري مكاتبهم وموظفيهم ومرافقيهم ، فأي درجة وصلت بهم للإستهانة والاستهتار بالناس و إلى هذا الحد ؟؟؟

قد لا يجوز أن تبني مسجدا في قرية أو مدينة أهلها فقراء وجياع  ، فإطعام الناس وتوفير  حياة كريمة لهم خيراََ ألف مرة من بناء المساجد وإنفاق المال على تشييدها ، فما بالكم بالمكاتب والموازنات التي يصرفها الفاسدون بشكل هبات على الأقارب والمعارف ، وإحضار الأقارب والأنساب والمعارف ليجنوا ويتسلقوا ويتنعموا بخيرات الوطن المجروح ، وبقية موظفيه وعماله محرومون من تلك المزايا والصرفيات بل وعامة شعبه معدمون لا يجدون اللقمة !!
ِ
فأقسم بالله إن الفساد ظاهر للعيان ولا يستطيع أحد حجب الشمس بغربال ، و مهما تعددت واختلفت مسمياته وحاول العبيد و المطبلون والمستفيدين من استمراره ، تغيير مفرداته يبقى فساداََ ولا مناص من محاربته ..

فالناس بطبيعتها البسيطة تحب القائد أو المدير الذي تشعر أنه قريب منها ويحيا مثلها ، فبساطته وتواضعه هي المدخل لقلوبهم ..

فاتركوا مكاتبكم التي أصبحت مركزاََ للمؤامرات على مواطنيكم وعقد الصفقات المشبوهة لتدمير اقتصاد وأمن بلدكم ، وانزلوا للشارع والتحموا مع الموظفين و المواطنين واستمعوا إليهم وإلى معاناتهم ومطالبهم المشروعة والمستحقة ، وكفاكم استكبارا عليهم فأنتم بدون شعبكم وبدون موظفيكم لا تساوون شيئا ، وارحمونا من نشر صوركم خلف مكاتبكم ، و من كذبكم في افتتاح مشاريع الوهم والتضليل على الرأي العام وسط حاشيتكم وداعميكم و مطبليكم ، ولتنزلوا للميدان ولنرى صوركم وسط إنجاز حقيقي ملموس بين البسطاء ومع الناس ، ولتحتملوا غضب الناس ، ولتسمعوا ما يقولونه ولا تصدقوا ما يوصله لكم أتباعكم ، فالناس من شدة عنجهيتكم واستعلائكم مع فشلكم ما عادت تطيقكم ، ولا ترى فيكم إلا صورة مكررة لجلاديها وظالميها وامتداد مشؤوم للأنظمة المستبدة ، والتفاف خبيث على كل التضحيات و التكاليف الباهضة التي تحملها شعبنا حيث قدم لأجل تحرير الأرض والإنسان من تلك الأنظمة الفاسدة وشرذمتها وأتباعها آلاف الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى  ..

فمن أراد أن يكن مديراََ على موظفيه أو قائداََ على جنده ، يجب عليه أولاََ أن يكن خادما لهم ، يلبس مثلهم ، ويأكل مثلهم ويشتري من بقالاتهم ، ويسكن ببيت وسط  عامة الناس ، وليس بتلك المظاهر التي طغى فيها الفحش والثراء السريع والحراسات الكثيفة والمدججة بأنواع الأسلحة والإنفاق الكبير عليها  لتصبح مصدر قلق للسكينة العامة ، بدل من أن تكون مصدر أمن و أمان وطمأنينة  ..

فوالله ثم والله إن لم تفهموا ذلك الآن وتتراجعوا عن شطحاتكم وغروركم وتعيدوا حساباتكم ، فلن تحققوا إلا مزيدا من الفشل وستزداد فضائحكم وحينها الشعب لن يرحمكم ،  و إن الله لحكمة أمهلكم فتماديتم و هو سبحانه غير غافل عنكم ، فمن لا يتعلم من تجاربه وتجارب غيره سيحصد نتاج عمله كما نراه الآن الفشل والإنهيار والخزي والعار ، ولن ينفعه من يستند إليهم ، بل سيتخلون عنه ويلوذون بالفرار ، وسيبقى وحده في مواجهة مصيره المحتوم الذي اختار  ..

ولا تحسبون أن الشعب لا يعلم ما يدور حوله بل إنه  مُراقِب ومتابع جيد ، ويعي ويعرف حقيقة كل فاسد منكم و إن صبره أشبه بـ قنبلة تمتلئ يوماََ بعد يوم غضباََ و نقمة عليكم لتنفجر في وجوهكم القبيحة فتطهر الأرض من دنسكم وهو قريب بإذن الله موعد كل فاسد مستهتر .

وانا على يقين تماماََ في حال تم تفعيل منظومة القضاء والنيابة وكافة سلطاتها وكذا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة فإن منظومة الفساد بكل مدرائها و قادتها وحاشيتها ومنافقيها والمستفيدين منها والصامتون عليها ، كلهم سيتساقطون
  فمهما طال فسادهم وخداعهم
فإنهم حتماََ و رب العزة والجلال إلى زوال .