كتابات وآراء


14 يناير, 2022 08:30:00 م

كُتب بواسطة : موسى المليكي - ارشيف الكاتب




قرأتُ البارحة قصة خرافية طريفة تقول :
كان الحمارُ مربوطاً بالشّجرة، فجاء الشيطان وفكّ له الحبل ... فدخل الحمار حقل الجيران وأكل الأخضر واليابس... رأتْ زوجة الفلاح ما فعل الحمار بزرعهم، فأخذتْ بندقية زوجها وقتلت الحمار ! سمع صاحب الحمار صوت إطلاق النار، فنظر من النافذة ورأى حماره غارقاً بدمه، فأخذ بندقيته وأطلق النار على زوجة الفلاح ! وعندما رجع الفلاح رأى زوجته والحمار قتلى ففهم ما حدث، فأخذ بندقيته وقتل جاره صاحب الحمار !
بعد ذلك سُئل الشيطان : ما الذي فعلته ؟
فقال : لا شيء سوى أني أطلقتُ الحمار !

لا يخفى على شريف علمكم أن الحمورية ليست حكراً على هذا المخلوق اللطيف ذي القوائم الأربع، وإنما هي صفة يحملها كثيرون ممن لهم ملامح بشريّة ! وما دام هؤلاء مربوطون فإنّ الدّنيا بخير ... ولكن متى فُكّت الحبال عن أعناقهم تسببوا في خراب الزرع، وهلاك الحرث والنسل ! وكلّ من يفكُّ حماراً من قيده وهو يعلم أنه حمار فهو شيطان وعليه وزر ما يفعله هذا الطليق بحموريته !

الأزمات التي نشاهدها اليوم مستعرة بين دولنا العربية رأبَ الله صدع خلافاتها، ما كان لها لتكون بهذا الحجم من العدائية والنفور لو أنّ الحمير بقيت مربوطة في حظائرها ! ولكن أُرخيَ لها العنان ، فانطلقت بحوافرها تجوب أصقاع الأرض، نهيق على شكل تغريدة في تويتر، ونهيق على هيئة مقال في صحيفة، ونهيق على شكل فيديو في سنابشات ! ثمّ إنّ مئة حكيم يعجزون عن إصلاح ما أفسده حمار واحد !

الحرية مسؤولية وليست تحرراً من المسؤولية ! والإنسان يكون حراً بقدر ما يعي مسؤولياته وحقوقه وواجباته، ومنح الحرية لحمار كمنح مسدس لمجنون ! فإذا أردتم أن تنتهي الأزمات فاربطوا حميركم يرحمكم الله.