كتابات وآراء


03 يونيو, 2022 10:07:00 م

كُتب بواسطة : فضل العبدلي - ارشيف الكاتب


فضل العبدلي :

ثلاث أيام متتالية لوقفات احتجاجية أمام بوابة قصر وفلل المعاشيق يطالبون القابعين الرابضين المتحورين أو المتحاورين على رؤوسنا والذين يسكنون بافخم الفلل على رأس قمة هذا الجبل المسمى (المعاشيق) الذي أعرفه جيدا بل قد أمضيت فيه فترة وجيزة من الزمن عندما كنت إعلاميا برفقة السيد البيض ما قبل وما بعد كارثة الوحدة المشؤومة حينما تعيش بتلك الفلل فإنك تنسى أهلك ومن خلفوك لرغد العيش فيها وما تكتنزه من أثاث فخم وغرف نوم ومجالس فخمة على النمط الايطالي والإنجليزي تلك الفلل المكيفة مركزياً تشعر بأنك لست في هذه البلاد المطحونة والمدمرة بل تشعر بانك في عالم اخر من تلك الجزر التي يمتلكها كبار الأثرياء في العالم وهي تطل هذه الفلل على البحرين العربي والاحمر وياتهيهم القات الأخضر والمدايع والشيش " ودقي يا مزيكه " ويقولون في أنفسهم ومع بعضهم خلو هؤلاء يصرخون وقليل ( يتعبون ) وشويه ويروحوون بيوتهم بخفي حنين !!؟؟ هؤلاء لا يشعرون ولا يحسون ويحسبون أية حسابات ل أنين وأوجاع ومعاناة الشعب !؟

* أنهم نفس الشخوص الذين غزونا بالأمس القريب ودمارونا وطردونا من أعمالنا ونهبوا الاخضر واليابس ولازالوا ينهبون ثرواتنا!! ماذا تتوقعون منهم غير المزيد من اهلاكنا ودمارنا والتأمر علينا من داخل ديارنا ..؟
مضت شهرين متتاليين لم يقدموا على معالجة قضية واحدة ولو بحدها الأدنى كل ما هنالك أنهم يعدون أنفسهم من خلال خلائهم وعناصرهم التي تنتشر بكثافة هنا وهناك وفي معظم المؤسسات الحكومية والخاصة ويشترون الذمم وهذه طريقتهم لبذر المزيد من الشقاق والخلاف فيما ما بيننا كجنوبيين وهناك من يقعون فريسة سهلة وخاصة في ظل أوضاع بائسة ويائسة فقر وبطالة وجهل وتجهيل ممنهج وشاعات مدمرة وتقوقع البعض منا في إطار منطقته أو قريته وممارسة ثقافة العفافشة بنفس السلوك والطريقة أن لم تكن أسوأ وبهذا يكونون قد استطاعوا وتمكنوا من خلق بيئة تناحرية آنية ومستقبيلة !! وهنا يكمن الخطر والخطاء الفادح والمتكرر نمارسه وكأننا لم نمر بتجارب مؤلمة وقاسية ومدمرة اوصلتنا إلى ما نحن فيه من مأسي نجر ذيولها بألم واسى شديد مآسي قاتلة توجعنا جميعاً .!!

فهل نعيد ترتيب بيتنا الداخلي بصورة واضحة المعالم وبطريقة صادقة وبتجرد من الذات والاتفات إلى أبعد مدى لوطن معافى خالي من المحسوبية والشللة والمناطقية وأن يعطي لكل ذي حقا حقه وفق قاعدة ( القائمة الوطنية ) والكفاءة والاقتدار على تحمل المسؤولية بأمانة وحرص شديدين .؟

ترتيب البيت الداخلي صار ضرورة وجودية ووطنية لا يقبل التأجيل والمساومة.