كتابات وآراء


05 يناير, 2023 06:49:00 م

كُتب بواسطة : مدير التحرير / زكي العاقل - ارشيف الكاتب




تفاجأت بقدوم ناس يجلسون في المطاعم بشكل مهين و مذل ولديهم أطفال ينتظرون قيام الزبون من على مائدة الطعام ليتصارعوا على ما تبقى من طعامه ، وهؤلاء ليسو من الطبقة المعتادة التي يشاهدها الجميع بل أسر كنا نراها من الطبقة العادية مثل جميع الأسر التي تعيش بشكل طبيعي في احتياجاتها للغَدَاء .. لكن اتضح هذه المرة أن الأسر المتعففة قد ضاق بها العوز ذرعا فلم تعد تستطيع التعفف وهي ترى أطفالها يتضورون جوعا.

بالله بربكم عندما يقول لك طفلك "بابا جيعان أو ماما جيعان" .. كم تهز الآباء وتقتلهم هذه الكلمة ناهيكم عن المرض إذا دخل في أسرة وهي بالكاد تقاتل للحصول على الغداء يكون عليهم ابتلاء كبير ، بل بالدارجة العامية يفضحهم ويسألون الناس إلحافا .

اتقوا الله بهذا الشعب .. اتقوا الله حتى الجيران باتت تتهرب من السؤال حول أوضاع جيرانها لأنها لم تستطع توفير ما يلزمهم أولا قبل الجيران ، وحالهم يقول الأقربون أولى بالمعروف .

اتقوا انهيار العملة ما صدق التجار إلا ورفعوا كل شيء ، اتقوا الله يا حكومة لم نعرف لكم دوراً إلا بالإعلام فقط .. اتقوا الله تخفون أنفسكم انزلوا في حياة الناس لكل شخص همه الخاص دائما لكن أن يكون الغداء هم أساسي معناه أن ما تقوم به الحكومة تدمير لأجيال قادمة .

فإن أردت مجتمعاً مجرماً متعاطياً خارج التغطية فعليك بإفقاره بكل السبل ..

إذا أردت مجتمعاً جاهلاً أمياً عليك بإفقاره ..

لم استطع إكمال وجبتي لم استطع سوى الهروب من مشاهدة هذا الموقف الموجع وأنا أشاهد أسراً مظهرها متعفف وملامح وجهها تقول ما هذا الذل والمهانة الذي وصلنا إليه .!


والله ورب العرش أيها المسؤول أنت في بلاء عظيم لا تفرح بمنصب تكون فيه مسؤول على الناس ، لا تفرح وإن كنت شريفا نظيفا ولم تقدم شيئاً لهؤلاء الناس ، ستُسأل عن كل دمعة أم وقهرها على ولدها ، ستسأل عن قهر أب لا يستطيع معالجة ابنه لأنه بالأصل لم يستطع توفير الطعام لأولاده.

نصيحة عند المشي في جنازة اذهبوا واسألوا من سبقوكم هل الجاه والمال والمنصب منعهم من السؤال أم كان عليهم وبالاً وأبواباً من جحيم .!

اسألوا ذلك المسؤول في القبر كيف حاله اسألوا الراعي داخل القبر في ظلمته كيف وضعه .. تذكروا قول الله تعالى ، مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلا أحصاها ،. وتذكروا الأموال التي تحجون بها ما مصدرها وتذكروا أن الحج لا يغفر عن حقوق الناس وظلمهم ، وتذكروا قول الله ، ومن يغلُل يأتِ بما غلّ يوم القيامة ،. وهذا مال عام حتى الحج لا يغفره فهي حقوق الناس وليست حق الله فيعفو ويصفح عنكم .

أعرف أن ما أكتبه لن يهتز له وزير أو رئيس أو مسؤول أو غيرهم من الرعاة ، لكن الفضيل بن عياض كان سارقاً ومن آية قرآنية أصبح عالماً و فقيها ، لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين.

انهيار العملة وحكومة عاجزة ومن خلفهم تحالف لا نعلم ماذا يريد أكثر لهذا الشعب ، مع أنه يربطنا بهم الإسلام ونحبهم شرعا وإجبارا ، لكن لماذا يحدث هذا لشعب عزيز كريم شجاع صابر .!

نصيحة لكل أم وأب قيام الليل والدعاء بشكل عام حتى لا نظلم أحداً ، الدعاء على كل من تسبب بما وصل إليه الناس وخصوصا أهل عدن ، أهل عدن أطيب وأرق وأكرم وأشجع وأبسط ناس تعيش بينهم.

اسألوا ذلك المسؤول الراعي ، في القبر كيف حاله.