28 ديسمبر, 2025 10:25:32 م
� Photo / Unsplash/ Leo_Visions
كولومبيا (صوت الشعب) سبوتنيك عربي:
طرح أحد علماء الفلك في الآونة الأخيرة تصورا مغايرا تماما لشكل أول تواصل محتمل لسكان كوكب الأرض مع "كائنات فضائية".
ويؤكد الدكتور، ديفيد كيبينغ، الباحث بجامعة كولومبيا، أن هذا اللقاء، لن يشبه المشاهد المألوفة في أفلام هوليوود، والمنقسمة ما بين صورة "حضارات متقدمة غازية" أو "مسالمة تحمل رسائل الحكمة للبشر".
ووفقا لما يُعرف بـ"فرضية نهاية العالم"، فإن أول حضارة فضائية قد يكتشفها البشر ستكون على الأرجح في مرحلة الانهيار والاحتضار، لا في ذروة قوتها، إذ تميل الحضارات – شأنها شأن النجوم – إلى أن تصبح أكثر وضوحا وسطوعا في لحظاتها الأخيرة قبل الزوال، وفقا لموقع "Science Alert".
ويشرح كيبينغ أن هذا يعني أن أول الكائنات الفضائية التي سيرصدها الإنسان ستكون "صاخبة على نحو غير معتاد"، لأنها تترك بصمات قوية يسهل التقاطها.
ويقول كيبينغ إن الثقافة الشعبية حصرت خيال البشر في سيناريوهين فقط: غزو عدائي أو تواصل خيّر، بينما تقترح فرضيته احتمالا ثالثا، يتمثل في "حضارة تتخبط بعنف في أيامها الأخيرة".
وفي دراسة علمية مرتقبة، يجادل ديفيد كيبينغ بأن اكتشاف الحياة خارج الأرض سيخضع للقواعد نفسها التي تحكم الاكتشافات الفلكية عموما، إذ تكون أول الأمثلة المرصودة نادرة ومتطرفة، وليست نموذجية.
ويضرب مثالا بالنجوم العملاقة المحتضرة، التي تمثل نسبة ضئيلة من نجوم الكون، لكنها تشكل جزءا كبيرا مما نراه في السماء ليلا بسبب شدة لمعانها، وينطبق الأمر ذاته على المستعرات العظمى، وهي انفجارات نادرة جدا، لكنها تُرصد بكثرة لأن سطوعها يفوق كل ما حولها.
وبالمنطق نفسه، يرى كيبينغ أن أول حضارة فضائية سنكتشفها ستكون تلك التي تُصدر "ضجيجا" تكنولوجيا أو طاقيا هائلا، يجعلها مرئية رغم ندرتها، ويشبّه ذلك "بشخص صاخب في تجمع كبير، قد لا يمثل الأغلبية، لكنه يلفت الانتباه على الفور".
غير أن هذا الضجيج، بحسب الباحث، قد يكون مؤشرا مقلقا، مبينا أن الحضارات المستقرة تميل مع تطورها إلى استخدام الطاقة بكفاءة واستدامة أكبر، بينما يدل الهدر الكبير للطاقة على اختلال حاد قد يسبق الانهيار.
ويضرب مثالا بحرب نووية شاملة أو تغير مناخي متسارع، إذ يمكن لمثل هذه الظواهر أن تنتج إشارات أو حرارة قابلة للرصد عبر التلسكوبات المتقدمة، بل وربما تكون بمثابة نداء استغاثة أخير من حضارة آيلة للسقوط.
ويذهب ديفيد كيبينغ إلى أن بعض الإشارات الغامضة التي رُصدت سابقا، مثل إشارة "واو!" الشهيرة عام في 1977، قد تكون صدى لمحاولة أخيرة من حضارة منهارة للتواصل مع الكون.
وبناء على ذلك، يدعو الباحث العلماء إلى عدم الاكتفاء بمراقبة أنظمة نجمية محددة بعناية، بل إلى إجراء مسح شامل ومتكرر للسماء، بحثا عن ومضات مفاجئة أو تغيرات غير مألوفة قد تكشف عن حضارة تمر بلحظاتها الأخيرة.
ورغم قتامة هذا التصور، يرى ديفيد كيبينغ أن "فرضية نهاية العالم" قد تمنح البشرية أفضل فرصة لرصد أولى علامات الحياة الذكية بين النجوم.