أخبار محلية

15 ديسمبر, 2025 08:24:28 م

لحج/ياسرمنصور

في مشهد يزاوج بين الرمزية الدينية والرهان الوطني، احتضنت قاعة مكتب الصحة العامة والسكان في عاصمة محافظة لحج (الحوطة)، صباح اليوم الاثنين، ملتقى تشاوريًا رفيع المستوى للخطباء والمرشدين، نظمته إدارة الفكر والإرشاد بالهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي الجنوبي بالشراكة مع مكتب الأوقاف والإرشاد بمحافظة لحج، تحت عنوان بالغ الدلالة:
«توحيد الصف والكلمة واجب ديني ووطني».

الملتقى، الذي جاء برعاية كريمة من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وبإشراف اللواء الركن أحمد عبدالله تركي محافظ محافظة لحج، والأستاذ وضاح الحالمي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة، انعقد في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتقاطع التحديات السياسية والاجتماعية مع الحاجة الملحّة إلى خطاب ديني جامع، يرمم الوعي ويحصّن المجتمع من الانقسام.

وافتُتح الملتقى بآيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمات ومداخلات فكرية عميقة، أكدت في مجملها أن المنبر الديني ليس مساحة للحياد البارد، بل منصة لبناء الوعي وترسيخ قيم الاجتماع ونبذ الفرقة. وشدد المشاركون على أن توحيد الصف ليس شعارًا عابرًا، بل مقصد شرعي عظيم، وضرورة وطنية تفرضها طبيعة المرحلة، مستشهدين بقوله تعالى:
«واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا».

ودعا المتحدثون أئمة المساجد والخطباء والدعاة إلى إعادة توجيه الخطاب الديني بما يخدم وحدة المجتمع الجنوبي، ويعزز قيم التلاحم والتعاضد، ويواجه الأفكار التي تسعى إلى التشتت وتمزيق النسيج الاجتماعي. كما جرى التأكيد على الدور المحوري للمؤسسة الدينية في ترسيخ ثقافة أن الوحدة قوة، وأن الفرقة ضعف وخسارة، وأن الإسلام جاء ليجمع لا ليفرق.

وفي سياق متصل، شدد الملتقى على المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتق الخطباء والمرشدين في حث المجتمع على الالتفاف حول قيادته السياسية، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، وجمع الكلمة على الحق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، بوصفه الممثل السياسي لقضية شعب الجنوب وحامل تطلعاته العادلة، بما يقطع الطريق أمام التنازع ويعزز عوامل القوة والاستقرار.

وشهد الملتقى نقاشًا موسعًا اتسم بالصراحة والعمق، تمحور حول السبل العملية لتحويل مخرجاته إلى سلوك دعوي واعٍ وخطاب منبري مسؤول، قادر على مخاطبة الناس بلغتهم، واستنهاض القيم الجامعة، وتجسيد معاني الأخوة والمحبة والتلاحم في جنوبٍ يتطلع لأن يكون «يدًا واحدة وعلى قلب رجل واحد».

وحضر الملتقى الأستاذ عيدروس اليهري رئيس اللجنة الرئاسية للتقييم والمراجعة، والأستاذ وضاح الحالمي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة ووكيل المحافظة لشؤون الشباب، والأستاذ محسن بن فضل علوان الشعبي مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد بالمحافظة، إلى جانب عدد من القيادات السياسية والمدنية، الحكومية والانتقالية، وجمع من الخطباء والأئمة والدعاة والمرشدين.

بهذا الملتقى، لا تكتفي لحج بإدارة حوار ديني، بل تبعث رسالة سياسية وأخلاقية هادئة مفادها أن وحدة الصف تبدأ من الكلمة، وأن الكلمة حين تكون صادقة ومسؤولة، تصبح حصنًا للوطن وجسرًا للمستقبل.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.