احتضنت العاصمة المؤقتة عدن صباح اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر، ورشة علمية بعنوان "جودة برامج الدراسات العليا في مؤسسات التعليم العالي اليمنية.. الواقع وآليات التطوير"، ينظمها مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي على مدى يومين متتاليين، بمشاركة واسعة من وزارة التعليم العالي، ورؤساء الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية، وعمداء عدد من الكليات، وقيادات السلطة المحلية، ومسؤولي مؤسسات التعليم العالي والهيئات البحثية، وسيشهد اليوم الثاني غدًا تقديم أوراق علمية من عدة جامعات حكومية وأهلية، لتعزيز تبادل الخبرات وتطوير البرامج الأكاديمية وفق أحدث المعايير.
وفي مستهل الورشة ألقى الأستاذ الدكتور/خالد عمر باسليم وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتعليم الفني والتدريب المهني لقطاع الشؤون التعليمية، كلمة نقل فيها تحيات وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور/خالد الوصابي، مؤكدًا على الأهمية البالغة لهذه الورشة، التي تمثل فرصة طيبة لعرض الموضوعات البحثية ذات العلاقة، وإثراء الجوانب التطبيقية للارتقاء بالعمل الأكاديمي في مؤسسات التعليم العالي، وتوصيل الأفكار للمختصين والاستفادة من تحليلاتهم وتبادل وجهات النظر بين الباحثين.
وأشار إلى أن التشريع الأساس لحوكمة الدراسات العليا، وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم (40) لسنة 2008م بشأن نظام الدراسات العليا في الجامعات اليمنية، كان خطوة متقدمة عند إصداره، إلا أنه يتعين مواكبة التطورات الحديثة وإثراء هذا النظام بما يستوعب كل جديد. وأكد على أهمية العمل المشترك لتطبيق اللوائح بشكل خلاق، والاستفادة من تجارب الجامعات العريقة، والعمل بفاعلية أكبر رغم شح الإمكانات نتيجة الوضع الاقتصادي الراهن في البلاد، مضيفًا بأن هذه الورشة تمثل حدثًا متقدمًا، خاصة مع تركيز الدراسات العليا الحالي على وضع المعايير المتقدمة، والالتزام بها من قبل الجامعات بإشراف مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي ووزارة التعليم العالي، رغم محدودية التمويل المتاح مقارنة بالماضي.
بدورها قالت الأستاذ الدكتور/سوسن باخبيرة رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي، إن ورشة جودة الدراسات العليا تأتي لأهمية الدراسات العليا في تطوير المجتمعات، وتخريج كوادر بناءة وفاعلة تقود السياسات المستقبلية وتخدم التنمية المستدامة في البلاد، وأشارت إلى أن الجامعات اليمنية، رغم الصعوبات المالية والقصور في البنية التحتية للبحث العلمي وغياب بعض التخصصات المتقدمة، تحتوي على كوادر بحثية قادرة على إنجاز العديد من المهام التي تخدم التنمية.
وأكدت باخبيرة على أهمية الحوار الجماعي خلال الورشة للوصول إلى حلول وبدائل لهذه الإشكاليات، وتمكين الجامعات اليمنية من دور ريادي على مستوى الإقليم والعالم، مشددة على ضرورة أن يكون للجامعات صوت فاعل في صناعة القرار وتغيير السياسات بما يخدم العملية التعليمية وقطاع التنمية، معربة عن سعادتها بالتفاعل الإيجابي لشركاء الجودة من مختلف الجامعات الحكومية والأهلية في المناطق المحررة، لخلق بيئة مثمرة وبناءة.
وناقشت الورشة في يومها الأول عدة محاور قدمت خلالها أوراق علمية ركزت على تقييم الوضع الراهن لبرامج الدراسات العليا في مؤسسات التعليم العالي اليمنية، بالإضافة إلى توجهات وسياسات وزارة التعليم العالي لتطوير برامج الدراسات العليا، وتجارب جامعات مثل جامعة عدن في فتح برامج جديدة، وأيضًا الورقة البحثية بعنوان "نبض الأمل في زمن الحرب والحصار: استراتيجيات دراسات عليا لتخفيف عبء الابتعاث الخارجي" المقدمة من جامعة تعز.
ويأتي تنظيم هذه الورشة ضمن جهود المجلس ووزارة التعليم العالي لتعزيز جودة التعليم العالي في اليمن، وخلق آليات فعالة لتطوير برامج الدراسات العليا بما يتوافق مع المعايير المحلية والدولية، ويساهم في خدمة التنمية المستدامة وبناء كوادر وطنية مؤهلة.ب