أخبار محلية

28 ديسمبر, 2025 12:32:05 ص
كتب/ياسر منصور

بعد سلسلة العمليات والتحركات التي قادتها المملكة العربية السعودية، بدا المشهد السياسي والعسكري في اليمن وكأنه يدخل مرحلة جديدة، عنوانها الأوضح: إعادة ترتيب الأوراق وتحديد الأولويات. وفي خضم هذا التحول، بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي استخدام أوراقه بثقة محسوبة وقراءة واقعية للمرحلة.
إجماع القيادة العسكرية الجنوبية على سحب القوات الجنوبية من بعض الجبهات الشمالية – في كتاف والبقع على الحدود السعودية، والساحل الغربي، إضافة إلى مديريات حريب والعبدية في مأرب – لم يكن خطوة ارتجالية، بل قرارًا استراتيجيًا يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة الصراع وحدود المشاركة.
فالجنوب، الذي قدّم تضحيات جسيمة خارج جغرافيته، بات اليوم أكثر وعيًا بأن حماية قضيته وأمنه تبدأ من تركيز جهوده داخل حدوده، لا الاستنزاف في معارك لا تخدم مشروعه السياسي ولا تطلعات شعبه. كما أن هذه الخطوة تحمل رسالة واضحة: الشراكة لا تعني الذوبان، والدعم لا يعني التفريط بالقرار.
إن ما يجري اليوم ليس انسحابًا بقدر ما هو إعادة تموضع ذكي، ينسجم مع المتغيرات الإقليمية، ويحفظ للجنوب ثقله العسكري والسياسي في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن والمنطقة.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.