كتابات وآراء


03 ديسمبر, 2021 06:05:00 م

كُتب بواسطة : د/مجيب الرحمن الوصابي - ارشيف الكاتب




منذ سقوط العاصمة اليمنية في أيدي الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران، في سبتمبر 2014، بحثت الأجندة الإيرانية عن ملاذ لتنفيذ مشروعها الأيديولوجي الشمولي المتمثل في تصدير الثورة، وبناء تجارب سياسية قائمة على التشيع السياسي الذي يتجاوز المسألة الطائفية إلى مشروع انقلابي متكامل لمحو هوية اليمن وعروبته وإرثه الحضاري وثوابته التاريخية.
باتت مساعي النظام الإيراني لاستهداف اللغة العربية وإحلال اللغة الفارسية مخطط صريح لتوطين الثقافة والفكر الإيراني المنحرف، وذلك ضمن المخطط التخريبي في المنطقة ووهم استعادة الإمبراطورية الفارسية، وأداته في الداخل اليمني التي تتمثل بالكهنوت الحوثي الإرهابي.
فهي تسعى إلى أن تهيمن وتغزو اليمن غزوًا ثقافيًا فارسيًا ممنهجًا، وهذا الأمر بات يظهر بوضوح مع تأسيس قسم اللغة الفارسية في جامعة صنعاء، وإعداد مناهج لتجريف الهوية وتخريج الإرهابيين، وأكد التقرير الذي رصد التغيرات التي طرأت على المناهج الدراسية بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الميليشيا الحوثية، بأن الكثير من الدروس في المناهج موظفة على أسس طائفية وسياسية؛ بهدف عسكرة العقل اليمني.
فهي تمجد أسماء قادات بالحرس الثوري الإيراين كالإرهابي قاسم سليماني، وعدد من الشخصيات الحوثية كعبد الملك الحوثي، وتعمدت نشر الشعارات الطائفية الإيرانية، ونصها: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود)
وتكثف العمل على دورات غسل الأدمغة المسماة بـ"الدورات الثقافية" والتي تقيمها مليشيا الحوثي لأتباعها في قرى معزولة عن العالم، يتم فيها تلقين أفراد الدورة معلومات مزيفة حول التاريخ اليمني والإسلامي لتمجيد الإمبراطورية الفارسية على حساب الهوية اليمنية.

مجيب الرحمن الوصابي