كتابات وآراء


19 يونيو, 2022 01:01:00 ص

كُتب بواسطة : نعمة علي احمد السيلي - ارشيف الكاتب


بقلم : -نعمة علي أحمد السيلي

معا ... يدا بيد .. في طريق واحد لم يعد لنا خيارا غيره طريق النضال السلمي لمواجهة حالة الفساد التي تضرب كل أنحاء الوطن وتسحق كل يوم الآلاف من أبناء الشعب .... ضاقت عليهم الحياة وانعدمت أمامهم فرص العيش الكريم .... يموت العشرات في المستشفيات .... وعشرات مثلهم لا يجدون ثمن حبة الدواء .... أبناؤنا ... التلاميذ يصلون إلى مدارسهم وبطونهم خاوية .... من ينظر إلى شوارعنا يحس بالمرارة وينتابه شعور بالضيق مما ينتشر فيها من أكوام القمامة .... يأتي صيف .... ويذهب صيف .... ونحن نحلم بصيف بارد حسب قول المدعو بن دغر .... صرنا نحلم بساعة برد في الصيف الحار .... نبحث عن وسائل لآنارة بيوتنا ولتشغيل مروحة تخفف عنا حرارة الصيف ... ننفق الألاف لشراء بدائل من مولدات الكهرباء الصغيرة ننفق الآلاف من الريالات لشراء صحون الطاقة الشمسية ... وطبعا لا يقدر على شراء تلك الوسائل إلا فئة محدودة أما مئات الآلاف من أبناء الشعب لا يقدرون على ذلك .

المؤسسة العامة للكهرباء ( المؤسسة الطامة الكبرى ) التي تمتص مئات الملايين من الدولارات تحت مسميات مختلفة .... محطات توليد مؤجرة ..... شراء قطع غيار .... نفقات الديزل والمازوت .... نفقات صيانة .... و يا زعيمة جري الصنبوق.

أصبحت مشكلة الكهرباء في عدن والمناطق المحررة بمثابة الثقب الأسود .. أو أشبه بمثلث برمودا الذي يبتلع كل شيء يمر إلى جواره .

كانت فكرة الطاقة المؤجرة محاولة لتوفير الكهرباء لمدة معينة تسمح بإنشاء محطات توليد جديدة ... لكن صانعو القرار جعلوها عملية دائمة وكل عام نسمع عن مشاريع محطات توليد جديدة لكن الحال يبقى على ما هو عليه ...

يتفنن المسؤولون في الحكومة وفي المؤسسة العامة للكهرباء في نشر الوعود الكاذبة وفي دغدغت مشاعر المواطن ..... قريبا سيتم افتتاح محطة بترومسيلة وسيرتفع التوليد إلى ..... قريبا سيتم تنفيذ مشروع خط الربط بين المحطة ومركز التحكم في كبوتا .... ها هي الأبراج يجري تركيبها ... نسمع جعجعة .... ولكنا لا نرى طحينا ...

أزمة الكهرباء المصباح السحري الذي يستضيء به أركان الفساد في الدولة وفي مؤسسة الكهرباء ....إنها البقرة الحلوب التي تدر عليهم أموالا طائلة .... أن عدن التي عرفت الكهرباء منذ قرن من الزمان اليوم تعيش بلا كهرباء ويتعرض العشرات من كبار السن والمرضى للموت بسبب انقطاع الكهرباء ...

إن صانعي القرار ومن يتحكمون في حياتنا يعيشون في بحبوحة من الرفاهية والعيش الرغيد .... كانوا في السبع السنوات الماضية يعيشون وأسرهم في فنادق الرياض وفي أحياء اسطنبول والقاهرة .... ولم يعيشوا معاناة هذا الشعب ... الذي تحمل ظلم وقهر نظام العائلة والقبيلة طيلة ثلاثين عاما ليواصل هؤلاء الذين تصدروا المشهد بعد 2015 مسلسل الظلم والقهر والإذلال . للأسف ذهب لصوص ما بعد 94 وجاء لصوص جدد بعد 2015 .

كانت مصفاة عدن على مدار عقود تؤمن احتياجات البلاد من المشتقات النفطية وحتى اكتوبر من عام 2015 لم تنطفيء شعلتها ، لكن بعد انتصار عدن في مواجهة الحرب الحوثية العفاشية انطفأت الشعلة وتوقفت عجلة المصفاة عن الدوران وتحولت إلى مستودع لخزن الوقود المستورد لهوامير الفساد الذين تربحوا من وراء الاتجار بالمشتقات النفطية ....

وها نحن اليوم نشتري اللتر بألف ريال ومع كل يوم نواجه سعرا جديدا الأمر الذي اثقل كاهل المواطن .

اليوم نواجه أزمة في كل شيء المواد الغذائية .... الخضار والأسماك .. البترول .... والغاز ..... وعندما نسأل عن الأسباب يقال ارتفاع سعر الدولار .... والريال السعودي .... ارتفاع تكاليف الشحن والرسوم على السفن التجارية ...... وضريبة الانتظار في موانيء الجيران .... لماذا ..... لماذا ... هذا الحصار ..... على عدن والجنوب .... والحوثي تصل إليه شحنات الأسلحة .. لماذا الحصار على عدن والجنوب ... ومعارض السيارات الجديدة في صنعاء تتوسع معارضها .يوما بعد يوم ... لماذا ....

كان الأمل أن تحرير عدن وبقية المحافظات سيكون البداية لمرحلة جديدة مرحلة يسودها النظام والقانون وتغليب المصلحة الوطنية على ما عداها .... وسنؤسس لمداميك الدولة المدينة الحديثة دولة النظام والقانون مرحلة لن نحتكم فيها إلى التوازنات بل سنؤسس إدارة جديدة لحكم يلبي مصالح الشعب والوطن مرحلة .... سيكون التحالف عونا للبناء وليس للفرقة والهدم ...هدم كل جسور المحبة والإخاء بين مكونات الشعب .... نعم يقولون في المثل الشعبي ( ما يحك جسمك إلا ظفرك ) وما دمنا رضينا بتقليم أظافرنا وتنازلنا عن حقنا في الحياة الكريمة على أرضنا فتلك هي النتيجة.
إننا في هذا الملتقى الذي ضم المئات من رجال ونساء الوطن شبابا وشيوخا جئنا بقلوب صافية وعقول منفتحة لا نمثل أحدا ولا ننتصر لأحد همنا هو مقارعة الفساد والبحث في وسائل تحقق لشعبنا مقومات الحياة الكريمة .

إننا نتوجه بالشكر والتقدير إلى كل الذين حضروا هذا اللقاء رجالا ونساء ,الى كل الذين كانوا عونا في انجاح هذا للقاء ... قدموا دعمهم واقتراحاتهم لتلتقي هذه الكوكبة من أبناء الوطن يجمعنا .... هم واحد ...وأمل واحد ... أن نرى عدن تعود إلى ماضيها العريق .... حيث رفرفت مشاعل المحبة والرخاء فكانت بوتقة انصهر فيها الجميع .... واستنشق فيها الجميع عطر المحبة.