كتابات وآراء


13 أغسطس, 2022 10:30:00 م

كُتب بواسطة : خليل السفياني - ارشيف الكاتب



مواجهتك للفساد والفاسدين هي واحدة من أهم الشعائر التي تقربك إلى الله وتتعبد فيها، مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير.

وحتى لا نكون مثاليين، فإن السياسة عموماً بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الموضوع عندنا زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به عالميًا ومحليًا، وكأنك يا أبوزيد «لا رحت ولا ثرت ولا جيت»، ولا نقصد عودة فلول من هنا أو هناك، فطبيعى أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى السياسة، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم، الشعب اليمني شعب عاطفي سريع ينجر وراء الكلام المعسول الوعيد والتهديد وبالذات اذا وجد طرف اخر معادي أو باسط على الأرض.

لنكن أكثر صراحه نحنا باليمن نفتقد الى رجال قيادية لتنقذ الوطن الموجودين حاليا مجرد سماسره للبيع لدول أو مجرد أدوات للنظام السابق او لمشائخ فقدوا مصالحهم .

نحنا امام صراع وجودي الكل يريد يثبت انه الاقوى وللحفاظ على مصالحه قادة تبسط في الارض وقادة في الخارج تبيع الوهم فيروس الفساد يسكن القلب، وأنه «مافيش فائدة».

فى عالم السياسة من الصعب أن تعثر على سياسى يقول الحقيقة، إلا لو كان سابقًا.. ستجد الوزير أو المسؤول أو الفاسد السابق يتحدث مثل ملاك بأجنحة، وينتقد الفساد، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا، وربما متورطًا فى كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه.

وطبيعة السياسة أن ما هو مطروح فى العلن من كلمات ضخمة، وحديث عن المبادئ والقيم العليا شىء، وما هو واقع وحادث من هذا الزعيم أو فذاك أمر آخر.. لن تجد فاسدًا يبرر الفساد، ولا لصًا يجادل فى كون السرقة أمرًا مستهجنًا، ولا انتهازيًا يمدح الانتهازية، بل إن الفاسدين والمنافقين هم الأكثر قدرة أحيانًا على انتقاد الفساد والدعوة للتطهير.

لماذا نقول هذا؟، بمناسبة عدد من محترفى الفساد فى كل العصور، وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، و«احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد»،.

وكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة.

او قاده او مشائخ يتلقون أموالاً ضخمة من الخارج ويريدون إثبات وجودهم بصورهم بكل إعلان سلة غذائية او ابرازهم من قبل مطبلين واعلامين يسبحون ليلا ونهارا بحمدهم .

وهناك منافقون «عابرون لكل الأنظمة»، يمتلكون قدرات على البقاء والفوز، والعيب ليس عيبهم، لكنه عيب النظام السياسى والاجتماعى الذى مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز، والوصول إلى مواقع التنفيذ والتشريع، عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسى.. لايكفى أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التى تمنع الفساد من الحصول على هدايا التغيير.. يجب أن يختفى هو جماعة «فسادوقراط نفاقوقراط».

علينا التمسك بالدولة والعمل على تصحيح مؤسسات الدولة وتثبيت النظام والقانون غير هذا أمر مرفوض.