أخبار محلية

06 يوليو, 2025 09:59:30 م

"تحية نضالية خالصة"

مقدمة: وفاء لأرض وكرامة
بقلوب يملؤها الوفاء والعرفان، وانطلاقًا من واجب وطني وإنساني أصيل، نقف اليوم لنسلط الضوء على قامة نضالية شامخة، ورجل أفنى حياته في سبيل الدفاع عن الأرض والهوية الجنوبية.

_الشخصية المقصودة.

إنه أديب محمد صالح العيسي، المعروف بـ "أبو محمد"، الذي لا تزال بصماته محفورة في سجلات المقاومة والسياسة، شاهدة على مسيرة حافلة بالعطاء والتضحية.

هذا البيان ليس مجرد تعريف بشخصية، بل هو تكريم لروح الجنوب الصامدة في وجه التحديات.

_من هو أبو محمد؟ الجذور التي صنعت المناضل.

ولد أديب محمد صالح العيسي في 13 ديسمبر 1975 بمدينة عدن الباسلة، مدينة النور والتاريخ.

لم يكن نضاله وليد الصدفة، بل هو امتداد لجذور عريقة في التضحية والفداء، فهو نجل الشهيد العقيد الركن محمد صالح العيسي، أحد قيادات الفدائيين الجنوبيين الأشاوس الذين قارعوا الاستعمار البريطاني ببطولة.

هذه النشأة في كنف الثورة شكلت وعيه وصقلت روحه الوطنية.

_مؤهلات ورؤى: عقل يخدم قضية.

إلى جانب تاريخه العائلي العريق، يتمتع أبو محمد بوعي سياسي عميق، فقد نال شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية، وهو ما منحه أدوات الفهم والتحليل لتعقيدات المشهد.

لم يكتفِ بالجانب الأكاديمي، بل ترجم معرفته إلى فعل، فكان من المؤسسين الأوائل للحراك الجنوبي السلمي، ومن ثم المقاومة الشعبية الجنوبية التي دافعت عن الأرض والعرض.

هو أيضًا ناشط بارز في الشأن العام وحقوق الإنسان، مؤمنًا بأن الحرية والعدالة لا تتجزأ.

_مسيرة النضال والسياسة:صفحات من الصمود والإلهام.

تتجسد مسيرة أبو محمد في فصول من التحديات والانتصارات، كل فصل يروي قصة إصرار.

•_2008: لم تمنعه القيود، فاعتقل أثناء مشاركته الفاعلة في فعاليات الحراك السلمي الجنوبي، ليتحول سجنه إلى وقود للمقاومة.

•_2009: في زنجبار، سُطر اسمه بدمائه الطاهرة حين أُصيب أثناء مقاومته للتمدد العسكري الشمالي، لتكون جروحه أوسمة فخر.

•_2010: أدرك أهمية الوحدة، فأطلق مشروع "الوفاق الجنوبي"، دعوة صادقة لتوحيد الصف الوطني ولم شمل القوى.

•_2011: كان في طليعة ثوار 16 فبراير، ومن المؤسسين لمؤتمر القاهرة، حيث رسمت رؤى مستقبل الجنوب الحر.

•_2012 – 2013: لم يعرف الكلل، فنظم مليونيات عدن الحاشدة، داعيًا بصلابة إلى وحدة المقاومة والشعب كدرع حصين.

•_2015: في أحلك الظروف، قاد معركة الدفاع عن عدن ببسالة نادرة، وساهم بشكل فعال في تحريرها من جحافل الحوثيين، لم يكتفِ بذلك، بل أسس ائتلاف المقاومة، ونجح في توحيد الجبهات تحت راية واحدة.

•_أغسطس 2015: برؤية ثاقبة، أعلن عن دمج المقاومة في المؤسسات الرسمية تحت مظلة الشرعية، مؤكدًا على بناء الدولة والمؤسسات.

طوال هذه المسيرة، واجه أبو محمد خطر الموت مرارًا، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال غادرة.

كما تعرض لحملات تشويه وتهديد ممن حاولوا النعت من عزيمته، لكنه ظل صامدًا كالجبل، لم يتراجع قيد أنملة عن مواقفه الوطنية المبدئية.

_مواقفه السياسية والمجتمعية:
بوصلة العدالة والبناء.

تتسم مواقف أديب العيسي بالوضوح والثبات، فهي تنبع من إيمانه العميق بمستقبل الجنوب:

•_يؤمن إيمانًا راسخًا بـالحوار والشراكة الوطنية كسبيل وحيد للتأسيس لدولة الجنوب العادلة والشاملة.

•_يرفض رفضًا قاطعًا الإقصاء والتهميش، ويظل نصيرًا وفيًا للشهداء والجرحى والمختطفين، وقضاياهم نبراس دربه.

•_يدعو دائمًا إلى تمثيل حقيقي ومشرّف للجنوب في أي مفاوضات، على قاعدة الشراكة الندية لا التبعية المهينة.

•_تبنى بحس وطني عالٍ قضايا محافظة أبين خاصة، والجنوب عامة، مدافعًا عن التنمية، والخدمات الأساسية، والعدالة الاجتماعية.

_دعم وثقة: صوت الشعب لا يخطئ.

لم يكن نضال أديب العيسي معزولاً، بل حظي بدعم شعبي واسع من كافة الشرائح الجنوبية، التي رأت فيه صوتها وضميرها.

كما نال تأييدًا سياسيًا كبيرًا من قيادات ونخب الجنوب، بما في ذلك شخصيات وطنية بارزة شهدت بنزاهته ووطنيته.

وهو يحظى بشكل خاص بثقة أهالي محافظة أبين، الذين يرشحونه لمهام قيادية مستقبلية واعدة، سواء على مستوى المحافظة أو في بناء دولة الجنوب المنشودة.

_خاتمة: رمز لن يتلاشى.

إننا إذ نقدم هذه اللمحة عن حياة أديب محمد صالح العيسي، ولا نرى فيه مجرد شخصية سياسية عابرة، بل هو رمز نضالي متجسد، يحمل في جراحه قصة شعب، وفي أفكاره خريطة طريق نحو المستقبل، وفي تاريخه المتوهج إرادة الصمود، والتغيير، والبناء.

هو صوت الحق الذي لا يخشى لومة لائم، ونبراس الأمل الذي يضيء دروب الجنوب الحر.
طوال هذه المسيرة، واجه أبو محمد خطر الموت مرارًا، حيث نجا من عدة محاولات اغتيال غادرة، خططت لها أطراف معادية لمواقفه الصلبة وجرأته في قول الحق.

ولم يقتصر الاستهداف على المحاولات الفاشلة، بل صدر بحقه حكم بالإعدام من قبل ميليشيات الحوثي، نتيجة لمواقفه الوطنية الراسخة ومشاركته الفاعلة في الدفاع عن عدن ومناهضة مشروعهم الانقلابي.

كما تعرض لحملات تشويه وتهديد ممن حاولوا النيل من عزيمته، لكنه ظل صامدًا كالجبل، لم يتراجع قيد أنملة عن مواقفه الوطنية.




رأيكم يهــمنا

تهمّنا آراؤكم لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية :
أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال.
أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء.
أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم.
أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية.
لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية.