عدن (صوت الشعب) تقرير-هشام الحاج:
على مدى ثلاثين عاماً من التأسيس والعطاء، استطاعت كلية الهندسة في جامعة العلوم والتكنولوجيا أن ترسّخ مكانتها كواحدة من أبرز المؤسسات الأكاديمية التي تجمع بين التعليم النوعي والبحث العلمي والتطبيق العملي، لتصبح اليوم منارة معرفية ترفد الوطن والمنطقة بكفاءات هندسية قادرة على مواجهة تحديات العصر.
النشأة والتطور..
تأسست كلية الهندسة قبل ثلاثة عقود، في وقت كانت فيه الحاجة ماسة إلى كوادر هندسية مؤهلة تسهم في النهضة العمرانية والصناعية والتكنولوجية.
ومنذ بداياتها، تبنت الكلية فلسفة تقوم على الجمع بين الجانب النظري والتطبيقي، ما جعل خريجيها متميزين بقدرتهم على الاندماج السريع في سوق العمل المحلي والإقليمي.
ومع مرور السنوات، تطورت الكلية من حيث الأقسام الأكاديمية والتخصصات لتلبي متطلبات العصر، فأنشأت برامج متعددة تغطي مختلف مجالات الهندسة الحديثة.
كما أولت اهتماماً خاصاً بتحديث مناهجها بشكل دوري، بما ينسجم مع المعايير العالمية في التعليم الهندسي.

البرامج الأكاديمية والاعتماد..
تضم الكلية حالياً عدداً من البرامج الأكاديمية على مستوى البكالوريوس والماجستير، تشمل التخصصات التالية:
الهندسة المدنية: تصميم وتنفيذ وصيانة البنى التحتية.
الهندسة المعمارية: فن وعلم البناء والتصميم العمراني.
هندسة الميكاترونكس: تكامل الميكانيكا، الإلكترونيات، وهندسة الحاسوب.
الهندسة الطبية الحيوية: تطوير الأجهزة الطبية والتعويضية.
هندسة النفط والغاز: إعداد متخصصين في الصناعات النفطية.
هندسة التصميم الداخلي: إعداد مصممين للبيئة المبنية بكفاءة عالية.
الأمن السيبراني: حماية البيانات والشبكات وفق أعلى المعايير.
تقنية المعلومات: تأسس عام 2012 لرفد السوق بخبرات تقنية متقدمة.
نظم المعلومات: دمج التقنية مع الإدارة لتطوير الحلول المعلوماتية.
الذكاء الاصطناعي: إعداد كفاءات قادرة على تطوير الخوارزميات والتطبيقات الذكية.
التصميم الجرافيكي والوسائط المتعددة: إعداد متخصصين في التصميم الرقمي والإبداع البصري.
إلى جانب ذلك، تقدم الكلية برامج ماجستير في تقنية المعلومات، نظم المعلومات، والهندسة المدنية، إضافة إلى برنامج دكتوراه في تقنية المعلومات.
وقد حصلت الكلية على اعتمادات أكاديمية محلية ودولية، تعكس جودة برامجها وكفاءة مخرجاتها. ويعد اعتمادها من هيئات أكاديمية عالمية مؤشراً على التزامها بأعلى معايير الجودة والتميز.

البحث العلمي والابتكار..
لم تقتصر رسالة الكلية على التعليم فحسب، بل توسعت لتشمل البحث العلمي والإبداع. حيث أسست مختبرات متقدمة ومراكز بحثية تهتم بالطاقة المستدامة، الهندسة البيئية، وتكنولوجيا المعلومات.
وقد نشرت كوادرها وطلبتها العديد من الأبحاث في مجلات علمية محكّمة، ما يعزز سمعة الكلية في المحافل الأكاديمية.
كما تشجع الكلية طلابها على المشاركة في المسابقات الهندسية المحلية والعالمية، وقد حقق العديد منهم مراكز متقدمة، في مجالات الروبوتات، التصميم الإنشائي، والابتكار الهندسي.

دعم القيادة الجامعية..
حظيت كلية الهندسة والحاسبات باهتمام ورعاية خاصة من القائم بأعمال رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور عبدالغني حميد، الذي أولى الكلية عناية كبيرة ضمن خطط التحديث والتطوير في الجامعة. وقد حرص الدكتور عبدالغني على توفير أحدث المعدات والتجهيزات والمختبرات التي تواكب التطورات العلمية والهندسية الحديثة، إلى جانب دعمه المستمر لبرامج الكلية الأكاديمية والبحثية.
ويؤكد حرصه الدائم على أن تبقى الكلية في موقع الريادة من خلال تعزيز البيئة التعليمية والبحثية، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع المؤسسات العلمية والمهنية، بما يضمن إعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي.

الشراكات وخدمة المجتمع..
تولي الكلية أهمية كبرى لبناء شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص، حيث وقعت اتفاقيات تعاون مع شركات ومؤسسات صناعية كبرى، بما يتيح للطلبة فرص التدريب العملي والاحتكاك المباشر بسوق العمل.
وعلى صعيد خدمة المجتمع، ساهمت الكلية في إعداد دراسات هندسية واستشارات تقنية للعديد من المشاريع الوطنية، كما شارك أساتذتها وطلبتها في مبادرات تطوعية لتطوير البنية التحتية والخدمات في بعض المناطق.

الرؤية المستقبلية..
تنطلق كلية الهندسة اليوم نحو مستقبل أكثر إشراقاً، مستندة إلى خطط استراتيجية تركز على التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والاستدامة.
وتسعى إلى أن تكون ضمن أفضل الكليات الهندسية في المنطقة من حيث التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع.

كلمة ختامية..
بعد ثلاثة عقود من التميز، تظل كلية الهندسة والحاسبات بجامعة العلوم والتكنولوجيا المركز الرئيسي بعدن ، مثالاً يحتذى في الجمع بين الأصالة والمعاصرة، وبين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي.
وهي اليوم تواصل رسالتها في إعداد جيل هندسي مؤهل، قادر على قيادة مشاريع التنمية والتحديث، والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للوطن والمنطقة.



