عدن (صوت الشعب) تقرير| هشام الحاج:
في ظل احتياجات متزايدة لسوق العمل المحلي والإقليمي لكوادر فنية وسيطة، تواصل الكلية التطبيقية للعلوم والتكنولوجيا – جامعة العلوم والتكنولوجيا بعدن إثبات حضورها الأكاديمي والمجتمعي المتميز، بعد مرور ثلاث سنوات فقط على تأسيسها.
فمنذ انطلاقتها، وضعت الكلية نُصب أعينها أهدافًا استراتيجية لبناء الإنسان المؤهل، والمشاركة بفاعلية في عملية التنمية.
تُكمل الكلية التطبيقية للعلوم والتكنولوجيا – إحدى كليات جامعة العلوم والتكنولوجيا في عدن – عامها السايع وسط إشادة أكاديمية ومجتمعية واسعة، نظير ما حققته من إنجازات نوعية في التعليم الفني والتطبيقي، عبر برامج مهنية متطورة تلبي احتياجات سوق العمل وتواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة.

رؤية طموحة ورسالة واضحة:
منذ انطلاقها، وضعت الكلية أمامها رؤية استراتيجية تتمثل في أن تكون "الكلية الرائدة محليًا وإقليميًا في التعليم الفني والمِهني"، وحرصت على تعزيز رسالتها في رفد السوق المحلي والإقليمي بكوادر مهنية مؤهلة، عبر بيئة تعليمية حديثة، وكادر تدريسي كفء، وعلاقات مجتمعية فاعلة.
ترتكز الكلية في رؤيتها على السعي لتكون المؤسسة التعليمية التطبيقية الرائدة محليًا وإقليميًا، عبر تقديم برامج فنية ومهنية عصرية تلبي متطلبات سوق العمل وتواكب التطور التكنولوجي المتسارع.
أما رسالتها، فهي تهدف إلى إعداد كوادر مهنية متخصصة عبر بيئة تعليمية وتقنية متطورة، وكادر أكاديمي مؤهل، وشراكات خدمية مع المجتمع المحلي ومؤسساته، ووفقًا لمعايير الجودة والاعتماد الأكاديمي.

أهداف تسعى للتنمية وبناء الإنسان:
وضعت الكلية مجموعة من الأهداف المركزية، أبرزها:
- تخريج كوادر تمتلك المهارات والخبرات المهنية اللازمة لسوق العمل.
- تعزيز السلوكيات الإيجابية لبناء مجتمع ناهض.
- رفد المؤسسات الحكومية والخاصة بكوادر متخصصة.
- تفعيل الشراكات التعليمية والمجتمعية محليًا ودوليًا.
عمادة الكلية.. رؤية ميدانية وطموح تطويري
في كلمة للدكتور عبداللطيف الذهابي عميد الكلية أكد أن "الكلية تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها الأكاديمية والمهنية"، مشيرًا إلى دور الطاقم المتميّز في ترجمة أهداف الكلية إلى واقع ملموس.
وأوضح العميد أن الكلية تسعى بجدّية إلى القضاء على البطالة عبر:
- اختيار مناهج حديثة تواكب متطلبات سوق العمل.
- توفير معامل فنية مجهزة بأحدث الأجهزة.
- استقطاب كفاءات تعليمية عالية التأهيل.
- عقد شراكات تدريبية مع مستشفيات ومؤسسات محلية.

التخصصات والبرامج الأكاديمية.. تلبية فعلية لاحتياجات السوق:
تضم الكلية مجموعة من التخصصات التطبيقية النوعية التي تركز على الكوادر الوسطية المطلوبة بكثافة في سوق العمل، منها:
مساعد طبيب عام
مساعد طبيب أسنان
فني عمليات
فني بصريات
فني تخدير
فني اسنان
فني صيدلة
وفي خطوة تطويرية، أُعلن هذا العام عن إضافة أربعة تخصصات جديدة هي:
فني أشعة وتصوير طبي
فني علاج طبيعي
فني مختبرات
فني قبالة وتوليد
أهمية الكوادر الوسيطة. العمود الفقري لسوق العمل:
أكدت الكلية أن الكوادر الوسيطة تُعد من الركائز الأساسية لأي اقتصاد منتج، مشيرة إلى أن الدول المتقدمة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على هذه الفئة، لكونها حلقة وصل حيوية بين المستوى الفني العالي والمهني التنفيذي.

التحديات التي تواجه التعليم المهني:
رغم النجاحات، لا تخلو المسيرة من تحديات، أبرزها:
- النظرة الدونية لشهادات الدبلوم.
- ضعف الدعم الحكومي للتعليم المهني.
- غياب التوجيه التربوي في مراحل التعليم الأساسي والثانوي.
- السلم التعليمي غير المرن، الذي لا يسمح بامتصاص الكثافة الطلابية أو تنويع مسارات التعليم.
وترى الكلية أن السلم التعليمي المتعرج من شأنه أن يخلق فرصًا تعليمية بديلة ويسهم في تقليل البطالة وتعزيز المهارات المهنية.
شراكات وتعاون أكاديمي واسع:
تحرص الكلية على بناء شبكة علاقات واسعة مع الجامعات والمعاهد والمستشفيات والمراكز المهنية داخل عدن وخارجها، مما يساهم في تبادل الخبرات وتعزيز جودة التدريب والتطبيق العملي.

شراكات وتعاون أكاديمي واسع:
تحرص الكلية على بناء شبكة علاقات واسعة مع الجامعات والمعاهد والمستشفيات والمراكز المهنية داخل عدن وخارجها، مما يساهم في تبادل الخبرات وتعزيز جودة التدريب والتطبيق العملي.

مشاريع مستقبلية واعدة:
تخطط الكلية خلال الأعوام القادمة إلى:
- التوسع في التخصصات ذات الطلب العالي.
- إطلاق برامج تأهيلية قصيرة في المهارات المهنية.
- المطالبة بتفعيل برنامج "التجسير" لتمكين خريجي الدبلومات من مواصلة تعليمهم الجامعي.
في عامها السابع، تُثبت الكلية التطبيقية للعلوم والتكنولوجيا – عدن، أنها ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل مشروع وطني تنموي يراهن على الإنسان كأداة فاعلة للتنمية، ورافد أساس في سوق العمل.
بالتخصصات النوعية، البيئة الجاذبة، والشراكات الذكية، تواصل الكلية رسم طريقها نحو الريادة، في بلد هو بأمسّ الحاجة إلى تعليم تطبيقي يعيد هندسة المستقبل.
لقد نجحت الكلية التطبيقية، خلال سبع سنوات فقط، في وضع بصمتها ضمن خارطة التعليم المهني في اليمن. عبر تطوير مناهج تقنية، تأسيس شراكات تدريبية، تحقيق نتائج تصنيفية مرموقة، وتخريج عدة دفع من الطلاب.
التحديات ما تزال موجودة، لكن الإرادة الأكاديمية والمجتمعية تبدو أقوى، وهنالك خطوات عملية نحو مزيد من التألق في المستقبل القريب.


