عدن (صوت الشعب) تقرير | هشام الحاج:
على مدار أكثر من ربع قرن، أثبتت جامعة العلوم والتكنولوجيا ريادتها في مجال تبني وتطوير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد. في الوقت الحاضر، تبرز الجامعة كمركز للابتكار التعليمي، بتميز خاص في توظيف أنظمة متطورة وتطبيقات مبتكرة لتشكيل بيئة تعلم ديناميكية، تفاعلية، وشاملة، تتيح للطلاب من مختلف أنحاء العالم الوصول إلى التعليم الراقي والمتقدم.
ومع تزايد أهمية التحول الرقمي في التعليم، تواصل جامعة العلوم والتكنولوجيا – عدن ترسيخ مكانتها كإحدى الجامعات الرائدة في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، عبر منظومة تقنية متكاملة تجمع بين المرونة والجودة، وتفتح آفاقاً جديدة أمام الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.
#النشأة والتطور
بدأت الجامعة إدماج التعليم الإلكتروني منذ أكثر من عقد، كأداة دعم للتعليم التقليدي، من خلال توفير محاضرات رقمية ومصادر تعليمية عبر الإنترنت. ومع دخول العالم مرحلة جائحة كورونا، تحوّل هذا الدعم إلى ضرورة، فعملت الجامعة على تطوير منصتها الإلكترونية وبنيتها التحتية الرقمية لتشمل قاعات افتراضية متزامنة وغير متزامنة، مما أتاح استمرار العملية التعليمية بكفاءة عالية.

رؤية وبنية التعليم عن بعد:
تفوق رؤية جامعة العلوم والتكنولوجيا للتعلم الإلكتروني مفهوم رقمنة المحتوى التقليدي بمراحل؛ فهي تستهدف إحداث تحول جذري في كامل تجربة التعليم. من خلال عمادة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، تستثمر الجامعة التقنيات التعليمية الحديثة مع أساليب تربوية مبتكرة لضمان تجربة تعليم ناجحة ومواكبة للعصر الحديث. هذا النهج المتكامل يكفل مشاركة الطلاب بشكل فعال ومتفاعل، مما يتيح لهم الاستفادة الكاملة من المحتوى التعليمي وطرق التقديم المتنوعة.
كما تمثل البنية التحتية المتقدمة للتعليم المفتوح في جامعة العلوم والتكنولوجيا العمود الفقري لهذه العملية المتكاملة، إذ قامت الجامعة باستثمارات كبيرة على صعيد المنصات والأدوات التكنولوجية الحديثة لتقديم تجربة فريدة للتعليم المفتوح الحديث، من خلال فصول دراسية افتراضية، مكتبات رقمية، ومراكز موارد مجهزة بأحدث التقنيات. يتم تنسيق مبادرات التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد من خلال بوابة التعليم الإلكتروني الذكية Smart التابعة للجامعة، والتي توفر للطلاب إمكانية الوصول السهل إلى الدورات الدراسية، والمواد التعليمية، وغيرها من المصادر التعليمية.
#الفارق بين التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد
التعليم الإلكتروني (E-Learning):
هو أسلوب تعليم يعتمد على المنصات الرقمية والتقنيات التفاعلية لدعم التعليم سواء داخل الحرم الجامعي أو خارجه، ويشمل المحاضرات المسجلة، الاختبارات الإلكترونية، والمكتبات الرقمية.
التعليم عن بُعد (Distance Learning):
هو نمط دراسي كامل يتم فيه تلقي المحتوى والتفاعل الأكاديمي من خارج الحرم الجامعي، وغالباً دون حضور وجاهي، مع اعتماد كبير على الاتصال الشبكي المباشر أو غير المباشر.

الأنظمة والمنصات المعتمدة:
تعتمد الجامعة على نظام إدارة التعلم LMS الذي يتيح:
- إدارة المحتوى التعليمي بشكل منظم.
- تتبع تقدم الطالب وتحليل أدائه الأكاديمي.
- التواصل الفوري بين الطلاب والمدرسين عبر الرسائل والمنتديات.
- تكامل مع أدوات الفصول الافتراضية مثل Zoom وMicrosoft Teams وBigBlueButton.
كما توفر الجامعة تطبيقات للهواتف الذكية تتيح للطلاب الوصول السريع إلى محاضراتهم، جداولهم، والاختبارات، إلى جانب الإشعارات الفورية.
#الخدمات المميزة للطلاب
المكتبة الإلكترونية: أكثر من [عدد] كتاب ومرجع علمي متاح على مدار الساعة.
- التسجيل الإلكتروني: إمكانية اختيار المواد ودفع الرسوم عبر الإنترنت.
- الدعم الفني: فريق متخصص لحل المشكلات التقنية فوراً.
- التدريب على استخدام الأنظمة: ورش عمل إلكترونية لتعريف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بطرق الاستخدام الفعّال للمنصة.

تعزيز التعليم المفتوح لمواكبة العصر الحديث:
تسعى مبادرات التعلم المفتوح جامعة العلوم والتكنولوجيا ضمن إطار رؤيتها الاستراتيجية، إلى صياغة جيل جديد من الطلاب المزودين بمعارف معمقة ومهارات متخصصة، لتمكينهم من التفاعل البنّاء مع تحديات وفرص القرن الحادي والعشرين.
تعمل الجامعة على تنمية رواد المستقبل من خلال تجهيزهم بأدوات التفكير النقدي والمرونة الفكرية، وتشجيعهم على الانخراط بفعالية في الحوارات الدولية والمبادرات التعاونية التي تتخطى الحدود الجغرافية.
إن التزام الجامعة برفع معايير التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وتطويره يتجلى في تبنيها لأحدث الأساليب التكنولوجية والتعليمية، وتوجيهها نحو تحقيق التميز الأكاديمي والابتكار.
هذا وتضمن الجامعة أن تكون مناهجها وممارساتها التعليمية متماشية مع المبادئ العالمية للتنمية المستدامة، مما يعزز من وعي الطلاب بأهمية المسؤولية الاجتماعية والبيئية. هكذا، لا تقتصر رسالة الجامعة على التعليم فحسب، بل تمتد لتشكيل قادة مبتكرين ومسؤولين قادرين على التأثير الإيجابي في عالمنا المتغير.
التأثير على العملية التعليمية:
التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد في الجامعة أثبتا فعاليتهما من خلال:
- رفع نسبة المشاركة: حيث أظهرت الإحصائيات زيادة ملحوظة في تفاعل الطلاب.
- تحسين مخرجات التعلم: عبر اختبارات مرنة وتقييمات دورية.
- توفير بيئة تعليمية مرنة: تتيح للطلاب التوفيق بين الدراسة والعمل أو الالتزامات الأخرى.
#خطط التطوير المستقبلية
تخطط الجامعة لإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات التعلم وتخصيص المسارات التعليمية لكل طالب، إضافة إلى تطوير مختبرات افتراضية وتطبيقات واقع معزز (AR) وواقع افتراضي (VR) لتجارب عملية تفاعلية.