كتابات وآراء


27 أغسطس, 2023 11:33:00 م

كُتب بواسطة : ضياء خالد محفل - ارشيف الكاتب




ان المتابع اليوم لحال الشارع اليمني وما يدور فيه يجد ان هناك طيف واسع من الشباب اصبحوا مدمنون على انواع متعددة من مادة التبغ والتدخين وأخواتها والتي اصحبت منتشرة كالنار في الهشيم وباسعار مشجعه على تناوله والإدمان عليه.

شباب في بداية مشوارهم التعليمي عصفت بهم امواج الفراغ وحال البلاد المشلول إلى تناول مثل هذه المواد والتفاخر بذلك والتي كانت لفترة قريبة من العادات السيئة والغير محموده وتناولها مشين وسيئ جدا للشباب الناشئ على وجه الخصوص ولا يكاد يستخدمها الا فئات قليله جدا في المجتمع اليمني والذي يتسم كشعب محافظ ملتزم.

تعددت وتنوعت مواد التدخين وتطورت لتصبح في متناول الجميع دون رقيب او حسيب من الجانب الرسمي شمالاً وجنوباً مع اختفاء تام للتوعية بمخاطر استخدام مادة الدخان والحد من تعاطيها.

المدينة في اليمن مكان مفتوح تتواجد فيه مختلف انواع الطيف اليمني وهي منطقة مشجعه للإدمان على التدخين بفعل توسعها وتعدد الاجناس فيها وتوفر الكميات المطلوبة وباسعار رمزية وهذا يوسع من دائرة المدمنيين وبشكل لافت جدا حتى انك قد لا تجد مكان صغير في المدينة الا وفيه مجموعة من الشباب يتعاطون الدخان كوجبة اساسية يتعاطونها بشكل يومي وبكميات تزاد يوماً بعد آخر.

الريف اليمني منطقه مغلقه تنعدم فيها كل وسائل التوعوية والإرشاد ، غزاها مروجي التدخين من خلال توريد كميات هائلة ومتنوعة من مادة التبغ والدخان واخواتها من مواد الشيشه وغيره لفئات الشباب وصغار السن وبتشجيع رسمي ليصيح هؤلاء النشء قنبلة موقوته ستنفجر وتحدث دمار هائل في المجتمع الريفي المحافظ.

شباب واطفال في عمر الزهور من المؤسف ان نشاهدهم وهم يتعاطون التدخين وبشراهه ونجد ان البعض من اولياء الامور يشجعون اطفالهم وأبناءهم على ذلك ظناً منهم ان ذلك سيجعلهم رجال يعتمد عليهم ولكن في الواقع يحدث العكس فالشاب المدخن والطفل المدخن يكون مظهرهم سيئ جداً ويتطور عندهم الإدمان كمادة اساسية لا يمكن التخلي عنها بأي حال من الأحوال دفع متعاطيها إلى العمل في اي شي مقابل الحصول على قيمة باكت دخان يطفي به لهيب الإدمان الذي بداخله ويحرم أسرته وأطفاله من ابسط الحقوق.

المئات من المصابين يومياً على أزقة الشوارع وارصفة المستشفيات بحثاً عن دواء يخفف عنهم الألام التي تسببت بها عوادم التدخين ، يتسولون العافيه التي فقدوها يوماً من الايام وهم يتعاطون التدخين ومشتقاته غير مبالين بما قد يسببه لهم ولكن فات الأوان يعظون على ايديهم ندماً وحسره على ما ضيعوا من اعمارهم وهم مدمنيين على هذه العادة السيئة.

يتطلب الموضوع وبشكل فوري من الجهات الحكومية ذات الاختصاص ومنظمات المجتمع المدني تنظيم حملات توعوية مهدفه في الأرياف والمدن بمختلف الوسائل المتاحه والمتعدده ، وإبراز مخاطر مثل هذه العادات السيئة والتي تعمل على شرخ المجتمع وتدمير مستقبل الاجيال الواعده في يمن الإيمان والحكمة المثخن بجراح الحرب والدمار.

بقلم/ضياء خالد محفل